المقدمة
بعد أربع سنوات عِجاف بين إدارة دونالد ترامب ودول أميركا اللاتينية والكاريبي، ارتفع منسوب التفاؤل للعودة إلى سياسات “ما قبل عهد ترامب”، وعلى رأسها تلك المتعلقة بالجنوب، مع استلام جو بايدن الحكم. لقد انتهج ترامب سياسة عدائية واضحة تجاه
النظم اليسارية في المنطقة فواجهها بفرض مزيدٍ من العقوبات القاسية، مقابل دعم وتبجيل صعود قوى اليمين فيها. وقد وصل الأمر حدّ وصف مستشار الأمن القومي جون بولتون1 عام 2018، أنظمةَ كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا بـ”ترويكا الفساد”، وذلك “خلال الترحيب بانتخاب الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو الذي اعتبره بولتون إشارة إيجابية لأميركا اللاتينية، بصفته حليفًا في وجه”2 تلك الأنظمة. وفي نيسان/ أبريل 2019، أعلنت إدارة ترامب على لسان بولتون أنّ “مبدأ مونرو” Monroe Doctrine “بخير وعلى قيد الحياة”،3 في إشارة إلى المبدأ التاريخي الذي يجيز تدخّل الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية. واكتملت سلسلة دعم اليمين إلى فنزويلا حيث دعم ترامب المعارضَ الانقلابي خوان غوايدو واعترف به مطلع عام 2019 رئيسًا للبلاد، وبوليفيا التي دعم فيها الانقلاب العسكري والمعارضة اليمينية المتحالفة مع الجيش الذي أجبر الرئيس إيفو موراليس على الاستقالة “في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019”4، ناهيك عن اتخاذ إجراءات قاسية تتعلّق بالهجرة.
ثم أتى بايدن محمّلاً بالوعود والآمال، بانيًا تلك الصورة على تاريخ حافل بالخبرة والديبلوماسية والمناصب التي شغلها. ويرجع اهتمام بايدن بتلك المنطقة إلى مطلع الألفينيات عندما كان رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ خلال عهد بيل كلينتون. حينها، ساعد كلينتون “بتأمين تمويل لخطّة كولومبيا (Plan Colombia)، وهي مبادرة جهّزت ودرّبت قوات الجيش والشرطة الكولومبية المنخرطة، نظريًّا، في أنشطة مكافحة المخدرات”.5 واستمرّت “مبادرات” بايدن عندما أصبح، بصفته نائبًا للرئيس، مبعوثَ أوباما إلى أميركا اللاتينية، “ما يجعله يُحضر إلى الرئاسة معرفةً حول أميركا اللاتينية والكاريبي أعمق بكثير من أي زعيم أميركي منذ نهاية الحرب الباردة”6، بحسب ما يصف مايكل كاميليري، مدير برنامج “Peter D. Bell” لسيادة القانون في حوار البلدان الأميركية، والذي يعبّر عن شريحة واسعة من آراء المعوّلين على العهد الجديد.
غير أنّ رسم السياسات لا يُبنى على التاريخ الديبلوماسي، ولا على عدد الزيارات، التي بلغت في حالة بايدن إلى تلك المنطقة “ستّ عشرة زيارة عندما كان نائبًا لأوباما”.7 كما أنّ “التغيير” المنشود في أميركا اللاتينية والكاريبي، والذي اعتبره البعض الركيزةَ الأساسية في سياسة بايدن الخارجية،8 يتطلّب البحث في الوقائع المحيطة والخيارات المتاحة، والأهم، الغوص في الجدوى الفعلية للسياسات التي اعتمدتها إدارة أوباما، بوصلة بايدن في العمل. يأتي هذا في ظل صعود قوى اليسار بشكل كبير وانحسار دور اليمين، بالإضافة إلى تصاعد نفوذ الصين هناك.
من هنا، تطرح هذه الورقة إشكاليات أساسية حول السياسة الأميركية في منطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي. وهي تقدّم أولاً لمحة عامة عن سياسات ترامب تجاه تلك المنطقة، ثمّ تبحث في سياسات الإدارة الحالية والسؤال حول ما إذا كانت هناك تغييرات تسعى إليها والتركيز على مسألة الهجرة، لتدرس بعدها العلاقة مع قوى اليسار الصاعدة، تحديدًا البرازيل والبيرو وكوبا وفنزويلا، ثم تنتقل إلى كيفية تعامل الإدارة الحالية مع تصاعد النفوذ الصيني في تلك المنطقة، وتختم بتلخيص ما تقدّم، وطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات وإمكانية “محاولات الترميم”.
أولاً: سياسات ترامب
انتهج ترامب سياسة شديدة العداء تجاه منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي، التي وطئتها قدماه “مرةً واحدة فقط خلال قمة مجموعة العشرين عام 2018 في بوينس آيرس”.9 وقد هدفت تلك السياسة إلى “حماية العمالة المحلية”، حسب تعبيره، وتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية.
شكّلت الهجرة هاجسًا كبيرًا له فـ”أنهى برامج أساسية” متعلقة بها10. وأقام مطلع العام 2017 جدارًا فاصلاً بين الحدود الأميركية- المكسيكية،11 كما “فصل أكثر من 2600 طفل عن ذويهم من المهاجرين غير الشرعيين ووضعهم في مراكز احتجاز منفصلة. ونشر جنودًا على الحدود الجنوبية لمواجهة قوافل المهاجرين”.12
بعيد تسلّمه المنصب، بدأت تبرز ملامح ميله إلى اعتماد سياسة أقل انفتاحًا، وذلك عندما أصبح السيناتور اليميني الكوبي- الأميركي، ماركو روبيو “المستشارَ غير الرسمي لترامب في ما يخص أميركا اللاتينية”.13 وقد عمل روبيو على تعيين بعض الشخصيات اليمينية “في مناصب رئيسية في السياسة الخارجية”.14 سعى ترامب من خلال ذلك إلى تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية، إذ كان الهدف أنه “وبتوجيه من روبيو، سيصعّد الهجمات ضد اليسار في أميركا اللاتينية، وبالتالي توسيع قاعدة دعمه بين الناخبين الكوبيين- الأميركيين اليمينيين في فلوريدا الجنوبية. و(كانت هذه الاستراتيجية) لتساعد في ضمان فوز ترامب في هذه الولاية المتأرجحة الرئيسية في الانتخابات الرئاسية عام 2020”.15 وفي صيف 2017 “وضع قيودًا على السفر والتحويلات المالية” إلى كوبا،16 وصولاً إلى إعادة تصنيفها على لائحة الإرهاب قبيل أيام من مغادرته المنصب. أما فنزويلا فهددها بـ”التدخّل العسكري”،17 وشدّد العقوبات عليها ومنع تبادل النفط الخام الفنزويلي بالوقود وحظر المعاملات التجارية مع شركة النفط الحكومية PDVSA، كما اعترف بغوايدو رئيسًا. وفي البرازيل أيّد بشدّة الرئيس المتطرّف بولسونارو.
ثانيًا: سياسات بايدن ومسألة الهجرة
قامت حملة بايدن الانتخابية على تقويض سياسات ترامب التي وصفها بالقاسية وعديمة المعنى، فأوحى ذلك أنّ الخلاص سيكون في هدم ما سبق والعودة إلى سياسات أوباما. أسهب في الحديث عن سياسات أكثر انفتاحًا ومرونةً من سياسات سلفه تجاه أميركا الجنوبية، وأنّه “الأكثر خبرةً” في التعامل مع مسألة الهجرة. عند توليه المنصب، اتّخذ بعض الخطوات التي عزّزت هذا الانطباع. أوقف بناء الجدار، وألغى الكثير من سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة، وتعهّد بلمّ شمل العائلات التي تفرّقت على الحدود، كما “أرسل مشروع قرار بشأن الهجرة إلى الكونغرس يقترح فتح مسار للحصول على الجنسية أمام ملايين المهاجرين المقيمين في الولايات المتحدة بصورة غير قانونية”،18 ثم “منَح إقامةً شرعيةً لحوالي 300 ألف فنزويلي”.19 كما أعلن أنه سيفتح قنوات للتواصل مع كوبا وفنزويلا ويعيد النظر في العقوبات عليهما، وعيّن أشخاصًا من أصول لاتينية لتولّي ملف المنطقة20 (عيّن خوان غونزاليس، المسؤول السابق في إدارة أوباما، مستشارًا لشؤون أميركا اللاتينية).
غير أنه وبعد ستة أشهر من توليه الحكم، اتّضح الكثير ممّا كان مبهمًا: لا تغييرَ يعوَّل عليه سيتحقق، أو في أقصى الآمال: العودة إلى “نهج أوباما”. أما لهجة التعامل مع المهاجرين، الملفّ الأكثر تحديًّا، فبدأت تنقلب من مرحِّبة إلى “لا تأتوا!”، كما قالت هاريس التي عيّنها بايدن للتعامل مع ملفّ الهجرة من أميركا الوسطى، في ظل ارتفاع أعداد المهاجرين بشكل كبير منذ مطلع العام.21
لكن السؤال الأهم هنا: لأيّ برامج وسياسات متعلّقة بالحدّ من الهجرة وتخفيف حدّة آثارها يروّج بايدن؟
يملك بايدن تاريخًا حافلاً في “التعامل” مع مسألة الهجرة. خلال ما سُمّي “أزمة هجرة الأطفال عام 2014″، أرسله أوباما إلى أميركا الوسطى لـ”إقناع قادتها بالمساعدة في وقف الهجرة من مصدرها (أي من دولهم)، مقابل المساعدة الأميركية”.22 وخلال محادثاته مع قادة ما تطلق عليه الولاياتُ المتحدة تسمية “المثلث الشمالي” (السلفادور، غواتيمالا، هندوراس) طوّر بايدن خطة سمّاها “استراتيجية الولايات المتحدة
لأميركا الوسطى (The U.S Strategy for Central America)23 (2015) التي توصف أحيانًا بأنها أكبر إنجاز في السياسة الخارجية خلال توليه منصب نائب الرئيس. بعد ست سنوات على الاستراتيجية وتخصيص أكثر من ثلاثة مليارات دولار لها، لم يتحقق شيئًا من الأهداف التي أعلنت الخطة القيام لأجلها، بالإضافة إلى تعرّضها لهجوم بسبب تخصيصها ملايين الدولارات لمبادرات متّهمة بانتهاك حقوق الإنسان وقمع احتجاجات وقتل متظاهرين.
خلال حملته الانتخابية، أعلن بايدن عن “خطة لبناء الأمن والازدهار بالشراكة مع شعوب أميركا الوسطى بقيمة 4 مليارات دولار”،24 التي تبدو أنها “تكرّر استراتيجيةَ أميركا الوسطى”.25 في الخطة، يشرّع بايدن زيادة التدخّل كوسيلة لـ”تحسين” ظروف سكّان تلك المناطق (منعًا للهجرة)، متجاهلاً كيف أن السياسات الأميركية ساهمت تاريخيًّا بزعزعة استقرار المنطقة وخلق الهجرة القسرية أساسًا. كما أن الخطة تقترح تسهيل استثمارات القطاع الخاص في المنطقة من خلال العمل مع جهات مثل “البنك الدولي وبنك التنمية للبلدان الأميركية (IDB)”. بالطبع ليس هذا النهج “الاستثماري” جديدًا، “فهو استكمال لما اعتادت الحكومات الأميركية فعله لعقود”،26 وهو يعطي صورة عامة عن نوع الخطط والسياسات التي يطرحها بايدن للتعامل مع الهجرة، والتي تُعتبر استمرارًا لسياسات أثبتت في الغالب فشلها، أو في أحسن تقدير حملت نتائج سلبية. ومهما يكن من أمر، فإنّ المهمات التي يتطلّع إليها بايدن في ما يخصّ الهجرة معقدة للغاية، ذلك أنّ “إلقاء نظرة سريعة على التاريخ يُظهر مدى صعوبة إصلاح نظام الهجرة. (لقد) كانت هناك محاولتان لإصلاح شامل للهجرة في القرن الحادي والعشرين: واحدة في عام 2007 والأخرى عام 2013. في كلتا الحالتين، كانت البيئة السياسية قد بدأت تبدو واعدة، وفي كلتا الحالتين فشل التشريع”.27
ثالثًا: صعود اليسار: البرازيل والبيرو وكوبا وفنزويلا
بعد أربع سنوات صعبة عاشتها أنظمة أميركا اللاتينية اليسارية تحت تأثير سياسات ترامب، بدا أنّ مرحلة مختلفة ستبدأ مع الإدارة الجديدة. غير أنه وبعد مرور أشهر قليلة، لا تبدو الوعود بسياسات “أكثر انفتاحًا” وأقلّ حدةً تجاه منطقة الجنوب سالكة، أقلّه حتى اللحظة. يأتي هذا “مؤجّجًا” بصعود قوى اليسار هناك، وعودة بعضها إلى الحكم واحتمال عودة بعضها الآخر إليه من جهة، والانهيار الاقتصادي الكبير الذي شهدته تلك المنطقة عام 2020، خصوصًا مع وباء كورونا، ما يشكّل تحديًا للإدارة الجديدة في تعيين طريقة التعامل مع تلك القوى التي أثبتت قاعدة شعبية كبيرة لا يمكن لبايدن تجاهلها، أو الاستمرار بالنهج نفسه المتّبع سابقًا. في بوليفيا، فاز اليساري لويس آريس في الانتخابات الرئاسية ما يمثّل عودة لـ”الحركة نحو الاشتراكية (ماس) إلى السلطة وذلك بعد عام على استقالة إيفو موراليس إثر اتهامه بالتزوير من قبل المعارضة عندما كان مرشحًا لولاية رابعة”.28 وبعد فوز آريس عاد موراليس إلى البلاد التي كان قد تركها بعد استقالته. أما البرازيل، الدولة الأكبر والأكثر تأثيرًا في أميركا اللاتينية، خصوصًا على المستوى الاقتصادي، فقد ألغيت فيها أحكام السجن بحق الرئيس البرازيلي اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا واستعادة حقوقه السياسية، ما يرجّح إمكانية خوضه السباق الرئاسي العام المقبل في وجه بولسونارو. وأرجحية عودة دا سيلفا إلى الحكم ليست مسألة عابرة بالنسبة للإدارة الأميركية، وهي ربما تمثّل “أحد أكبر التحديات اليسارية” بالنسبة للإدارة الجديدة، فالرجل يُعتبر “بطل يسار أميركا اللاتينية خلال فترة رئاسته (2003- 2010)”29 كما أنه هنّأ بايدن بفوزه في الرئاسة، واعتبر أن “الأميركيين صوّتوا ضدّ الترامبيّة وكل ما تمثّل”.30 هذا بالإضافة إلى وجود تحديات واهتمامات متقاطعة يمكن البحث فيها، ذلك أنّ دا سيلفا يولي اهتمامًا لقضايا البيئة والمناخ (للبرازيل أهمية خاصة نظرًا إلى أنها تحوي غابة الأمازون/ رئة العالم) على العكس من بولسونارو الذي اجتمع مع ترامب على بغض كل القضايا المتعلقة بالبيئة والمناخ. وآخر “السلسلة اليسارية” التي على إدارة بايدن التعامل معها، فوز بيدرو كاستيللو في البيرو.31 وكاستيللو زعيم اشتراكي نقابي ينتمي إلى حزب Peru Libre الذي يوصف بأنه “يسار اشتراكي، ماركسي، لينيني ومارياتيغوي”،32 نسبةً إلى المفكر البيروفي خوسيه كارلوس مارياتيغوي الذي يُعتبر الأب المؤسس للاشتراكية في أميركا اللاتينية. وقد هزم كاستيللو المرشحة اليمينية كيكو فوجيموري، “ابنة ألبرتو فوجيموري الذي حكم البيرو لعقود ثلاثة، ثم فرّ إلى اليابان.. هربًا من المحاكمة بتهمة اختلاس أموال الدولة”.33 وتأتي أهمية التغيرات التي تشهدها البيرو أيضًا في كون حزب كاستيللو أكثر جذريةً ويساريةً من “القطاع السياسي الذي مثّلته فيرونيكا ميندوزا وحلّ في المرتبة الثالثة في انتخابات عام 2016، والذي كان من المتوقّع أن يحمل شعلة اليسار في هذه الانتخابات، فحزب كاستيللو محافظ اجتماعي ويدعم الحكومات الفنزويلية لهوغو تشافيز ونيكولاس مادورو.. كما أنّ أنصار كاستيللو يصفونه بأنه إيفو موراليس البيروفي”.34
أما كوبا وفنزويلا، فقد وضعها المراقبون على رأس لائحة الدول التي ستوليها الإدارة الجديدة الأهمية الكبرى في المنطقة، غير أنّ وعود بايدن خلال حملته الانتخابية بأنه سينهي “على الفور سياسات ترامب تجاه كوبا التي ألحقت الأذى بالشعب الكوبي”35 سرعان ما انقلبت إلى إعلان بأنّ “التحول في سياسة كوبا ليس من بين أولويات الرئيس بايدن حاليًّا”.36 وهذا أمرٌ متوقّع، فـ”العودة إلى مرحلة أوباما”، ليست باليُسر الذي تعبّر عنه الإدارة الحاليّة، حتى بأدنى أشكالها، أي على المستوى القانوني، إذ أنّ إلغاء تصنيف كوبا على لائحة الإرهاب “يتطلّب مداولات قانونية مطوّلة”37، وموافقة الكونغرس.
ويُشكّل الموقف تجاه فنزويلا تحديًّا كبيرًا لإدارة بايدن، ذلك في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعانيها فنزويلا واستمرار اعتراف إدارة بايدن بغوايدو رئيسًا للبلاد. لقد تمكّن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من تجاوز ضغوطات العقوبات القصوى التي فرضتها إدارة ترامب على بلاده. التجاوز يعني الصمود لا تحسّن الأحوال، ففنزويلا تعاني ركودًا اقتصاديًّا حادًّا و”انخفاضًا في كمية الوقود المخصصة للاستخدام المحلي”38 وارتفاع أسعاره بشكل هائل، بالتزامن مع أوضاع اقتصادية ومعيشية خانقة. لقد عبّرت إدارة بايدن في السابق عن رغبتها بفتح قنوات تواصل مع مادورو، واليوم “هناك نداءات من قبل اليسار في الكونغرس لإغاثة إنسانية”39 لفنزويلا. ولكن على الرغم من الحالة الخانقة ومن أنّ سوء الأوضاع، وبفعل انخفاض كمية الوقود، وصل حدّ اعتماد “مزارعين كثر، خصوصًا في المناطق الريفية، على الثيران لحراثة الأرض”،40 “ليست (الإدارة الأميركية) في عجلة من أمرها لاستئناف اتفاقيات (التبادل مع فنزويلا)، (ووزارة الخارجية) تتوقّع أن يكون لدى فنزويلا ما يكفي من إمدادات الوقود لمدّة ستة أشهر”.41 يدحض فرناندو فيريرا، مدير خدمة المخاطر الجيوسياسية في Rapidan Energy Group هذه الادعاءات، متوقّعًا أن “تصل فنزويلا إلى نقص حاد في الوقود قبل ذلك بوقت طويل، ربما بحلول آب/ أغسطس، الأمر الذي سيفرض تدخّل البيت الأبيض”.42
مادورو اليوم منفتح على التواصل ضمن حدودٍ رسمها هو: “أنا هنا في القصر الرئاسي!”43 قال خلال مقابلة مع “بلومبرغ”، في رسالة إلى إدارة بايدن للتعامل بواقعية مع فنزويلا. هو يأمل أنّ “اتفاقًا لتخفيف العقوبات سيفتح الباب على مصرعيه أمام الاستثمار الأجنبي ويخلق وظائف”44، مضيفًا أن “فنزويلا ستصبح أرض الفرص”،45 والأهم أنه لم يقصِ المستثمرين الأميركيين. هنا يأتي دور بايدن في الإعلان عما إذا كان سيخفف من حدة العقوبات على فنزويلا، وعلى رأسها رفع العقوبات عن الشركة الحكومية PDVSA لتحقيق انتعاش كبير، ذلك أن رفع بعض العقوبات بطريقة شكلية، والذي قد تعتمده الولايات المتحدة “لن يؤدي سوى إلى إعادة إنتاج النفط إلى حوالي 700 ألف برميل يوميًّا بحلول العام 2022”.46
رابعًا: “المُنافس” الصيني
من جملة “الآمال المعقودة” على العودة إلى مرحلة “ما قبل الترامبية”، العلاقاتُ الخارجية، وعلى رأسها تلك التي تجمع الولايات المتحدة بمن يُعتبر “عدوًّا تاريخيًّا” أو “اقتصاديًّا” لها. لقد وضع ترامب اللاجئين والصينيين هدفًا أساسيًّا له، غير أنه، بحسب تعبير الاقتصادي الأميركي ريتشارد وولف “صحيح أن (بايدن) لا يلاحق المهاجرين، بعد، وهذا بدأ بالتغيّر، إلا أنه قرّر التركيز على روسيا والصين” 47. وقد وصلت سياسة إدارة بايدن العدائية، بالشراكة مع حلفائه في الغرب، تجاه الصين حدّ وضع الأخيرة بندًا أول في لقاءات “مجموعة السبع” وحلف الشمالي الأطلسي في حزيران/ يونيو الحالي”.48 يعتبر وولف أن الهدف من هذا النهج أن “يكسب السياسي أصواتًا إصافية”49، عازيًا إياه إلى سببين: “تشتيت انتباه الأميركيين للظروف الاقتصادية الصعبة.. من خلال التركيز على أعداء خارجيين”50، وحقيقة أنّ “قيادة العالم الرأسمالي العالمي قد تحركت بعيدًا عن هذه البلاد (الولايات المتحدة) إلى جمهورية الصين الشعبية”.51
تمتدّ “سياسة منافسة الصين” إلى الجنوب نظرًا إلى أنّ “الصين هي الشريك التجاري الأول لأميركا اللاتينية”،52 في مقابل اعتبار الولايات المتحدة تلك المنطقة “حديقتها الخلفية”. كما شكّل وباء كورونا مدخلاً لتقوية هذه العلاقات نظرًا إلى الدور الذي لعبته الصين عالميًّا في هذا المجال، في مقابل استمرار سياسات الحصار وفرض العقوبات الأميركية على دول في أميركا اللاتينية والكاريبي.53
عام 2018 أطلقت إدارة ترامب برنامج América Crece(النموّ في الأميركيّتين) والذي “يقترح مقاربة حكومية متكاملة لمساعدة دول أميركا اللاتينية للوصول إلى الاستثمارات الخاصة”.54 اعتُبر المشروع منافسًا مباشرًا لـ”مبادرة الحزام والطريق”، ولم يكن الديموقراطيون معارضين لسياسات ترامب المواجهة للصين.
ماذا سيفعل بايدن تجاه التعاظم الصيني في تلك المنطقة؟ وهل تملك إدارته الإمكانيات التى تخوّلها مجاراة هذا النفوذ؟ (الجدير بالذكر أن الشركات الأميركية الكبرى استثمرت خلال العقود الثلاثة الماضية في الصين وحققت أرباحًا هائلة في ظل حكم الحزب الشيوعي الصيني). لقد وضعت إدارة “ترامب الأسس العملية لمن أحبّ أن يستكمل من بعدها سياسة المواجهة المتصاعدة مع الصين”،55 فكان بايدن ذاك المحبّ. والعمل جارٍ اليوم على “مخطط لبنية تحتية، هو بمثابة بديل عن مبادرة الحزام والطريق الصينية”56 وأميركا اللاتينية والكاريبي نطاقٌ أساسي لاستثماراته. في المقابل، يفيد رأيٌ، في محاولةٍ للإجابة عمّا يجب أن تفعله الإدراة الجديدة، بأنه “إذا استمرّت الولايات المتحدة، تحت حكم بايدن، بدفع اللاعبين الإقليميين نحو الزاوية، فليس مؤكّدًا من سيختارون. قد يقولون “حسنًا، سأتمسّك بالصين”.57
الخاتمة
“لقد عدنا”، قال بايدن خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في جنيف منتصف شهر حزيران/ يونيو 2021، بعد اجتماعات لقاءات “مجموعة السبع” وحلف شمالي الأطلسي. والعودة تعني إعادة موضَعة الولايات المتحدة في سياق الاصطفافات التي كسرها الرئيس السابق بعلاقاته “غير الاعتيادية” مع روسيا والغرب، أما الهدف فاستعادة المكانة والدور.
خلال الأشهر الستة الأولى من ولايته، رسم بايدن بعضًا من ملامح سياسته الخارجية، فأضاف إلى لائحة الأعداء روسيا بعد الصين، وأعاد ترميم العلاقات مع المعسكر الغربي التقليدي. وعلى الرغم من الوعود الكثيرة التي حملها بايدن لتحسين العلاقة مع دول الكاريبي وأميركا اللاتينية، فإنّ أيًّا من المؤشرات الإيجابية لم يظهر بعد. يأتي هذا في ظلّ تحدياتٍ كثيرة: الهجرة وسياساتها، تصاعد قوى اليسار داخل أروقة الحكم في أميركا الجنوبية، وتراجع نفوذ قوى اليمين فيها، النفوذ الصيني المتصاعد هناك، الضغوط الداخلية السياسية والاقتصادية على الإدارة الجديدة، وارتفاع الأصوات المعارضة للـ”تراخي” المتّبع من قِبل الإدارة الجديدة.
“لقد عدنا” ولكن كيف؟ حتى اللحظة، لا يبدو أنّ التعويل على تحسين بايدن للعلاقات مع أميركا اللاتينية والكاريبي حكيمًا؛ فترميم العلاقات مع كوبا مؤجّل، وبإمكان فنزويلا الانتظار لأنها “تملك ما يكفي من إمدادات الوقود لستة أشهر”، أما التعويل على دعم اليمين، الذي أبدى فشلاً ذريعًا، فما زال حاضرًا. الأكيد أن بايدن، مع فريق مستشاريه الذي يرجع أغلبه إلى حقبة أوباما، يعمل في مسار سياسة الأخير، وهذا نفسه يطرح وابلاً من التساؤلات. صحيح أنّ إدارة أوباما كانت أكثر انفتاحًا في تلك المنطقة، لكنها كانت تسعى إلى ليّ ذراع قوى اليسار فيها، خصوصًا بعد المدّ الجيوسياسي في التحوّل إلى اليمين بفعل عددٍ من الصدمات الاقتصادية الكبرى، المرتبطة إلى حدّ كبير بالأزمة المالية العالمية، والهجوم اليميني المضادّ الذي ساعدت إدارةُ أوباما قواه على استلام الحكم، وقدمت شتى أنواع المساعدات لها.58
وليس السؤالُ حول استمرار بايدن باتباع هذا النهج مسألةً أخلاقية، بل سؤالٌ في الجدوى والممكن. إنّ الظروف التي تحكم أميركا اللاتينية والكاريبي اليوم مختلفة عن تلك التي حكمت إبّان عهد أوباما، وما كانت تعوّل عليه الإدارات السابقة أظهر فشله، فخلال عامين فقط عاد اليسار إلى بوليفيا بعد انقلاب عسكري فاشل، وصعد زعيم يساري جذري في البيرو، وهناك احتمال لعودة لولا دا سيلفا إلى البرازيل، كما صمد اليسار في فنزويلا وكوبا برغم الحصار، بالإضافة إلى صعود الاشتراكيين الديموقراطيين في الأرجنتين وغيرهم من القوى اليسارية في مختلف دول القارة. والنقطة المهمة أنّ هذه القوى تحمل برامج أكثر جذرية، وتعمل على بناء نموذج حكم ديموقراطي واجتماعي جديد، كما أن قسمًا كبيرًا منها متوحّد مع بعضه البعض ويتشارك المعارك، ويأتي هذا بالطبع معطوفًا على تحديات اقتصادية هائلة تواجهها تلك الدول. وبالتالي، ليست الإدارة الأميركية الجديدة أمام خصم سهل. إنها بمواجهة واقع جديد أكثر جذريةً وتحديًا وتماسكًا.. وصعوبةً، ويتطلّب مقاربة مختلفة.
ختامًا، ما يُطرح من تساؤلات عن مواقف إدارة بايدن وعلاقتها مع دول أميركا اللاتينية والكاريبي يجوز طرحه أيضًا في منطقتنا، وإن اختلفت السياقات والقوى. وقد أتت حرب غزة الأخيرة كجرس إنذار للبحث في مستقبل المنطقة في ظلّ إدارة بايدن التي أظهرت انحيازًا لإسرائيل لم يختلف عن ذاك الذي أظهرته إدارة ترامب، هذا بالإضافة إلى مباحثات الاتفاق النووي وغيرها. وإذا لم يثبت بايدن أنه فعلاً يسعى إلى الاستقرار العالمي، كما يعبّر، فإنه لن يعدو كونه مجرّد نسخة “أكثر ديموقراطية” من سلفه.
1 خدم جون بولتون مستشارًا للأمن القومي بين 9 نيسان/ أبريل 2018 و10 حزيران/ يونيو 2019 خلال ولاية دونالد ترامب
2 “Bolton Praises Bolsonaro while declaring ‘Troika of Tyranny’ in Latin America”, “The Guardian”, 1/ 10/ 2018, https://bit.ly/3jub8pd
3 “Kori Schake”, “Let the Monroe Doctrine Die”, “Foreign Policy”, 29/ 5/ 2019, https://foreignpolicy.com/2019/05/29/let-the-monroe-doctrine-die-venezuela-bolton/
4 “من أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط.. انقلابات دموية بدعم أمريكي”، “وكالة الأناضول”، 19/ 11/ 2019، https://bit.ly/3hlogu4
5 “Alexander Main”, “Biden and Latin America”, “Center for Economy and Policy Research”, 2/ 4/ 2021, https://bit.ly/2SxZ0Zv
6 “CIARA NUGENT, CHARLIE CAMPELL”, “The U.S. and China Are Battling for Influence In Latin America, and the Pandemic Has Raised the Stakes”, “Tim” magazine”, 4/ 2/ 2020, https://time.com/5936037/us-china-latin-america-influence/
7 Michael Camilleri, “Joe Biden, amigo de América Latina”, “The Dialouge, Leadership for the Americas”, 9/ 12/ 2020, https://www.thedialogue.org/analysis/joe-biden-amigo-de-america-latina/?lang=es
8 “Christian Paz”, “THE BIDEN DOCTRINE BEGINS WITH LATIN AMERICA”, “The Atlantic”, 26/ 10/ 2020, https://www.theatlantic.com/international/archive/2020/10/joe-biden-foreign-policy-latin-america/616841/
9 “CIARA NUGENT, CHARLIE CAMPELL”, مرجع سابق
10 “Alexander Main”, مرجع سابق
11 “Julie Hirschfeld Davis “, “Trump Orders Mexican Border Wall to Be Built and is expected to Block Syrian Refugees”, “The New York Times”, 25/ 1/ 2017, https://nyti.ms/3xGy5Jz
12 “2018 عام من التشدد في سياسة ترامب ضد الهجرة”، “بي بي سي عربي”، 25/ 12/ 2018، https://bbc.in/3d3ssNS
13 “Alexander Main”, مرجع سابق
14 المرجع السابق
15 المرجع السابق
16 المرجع السابق
17 “Trump Threatens “military option” in Venezuela as crises escalates”, “The Guardian”, 12/ 8/ 2017, https://bit.ly/2TYO8nq
18 “تيد هيسون، مايكا روزنبرج، ميمي دواير، كريستينا كوك”، “الرئيس الأميركي بايدن يبدأ سريعًا رفع حواجز الهجرة التي وضعها ترامب”، “رويترز”، 21/ 1/ 2021، https://www.reuters.com/article/usa-election-biden-ye6-idARAKBN29Q0U0
19 “Suzanne Gamboa, “Biden gives Venezuelans in U.S chance for Temporary Protected Status”, “nbcnews”, 9/ 3/ 2021, https://nbcnews.to/2TZnXNA
20 يمكن الاطلاع على التعيينات عبر الرابط الآتي: https://bit.ly/3d9VBH3
21 بحسب وكالة “أسوشييتد برس” ارتفع عدد الأطفال الذين يعبرون الحدود، بنسبة 60% في الفترة بين كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير الماضيين، إلى أكثر من 9 آلاف و400 طفل.
22 Alexander Main, مرجع سابق
23 يمكن الاطلاع على الخطة عبر الرابط الآتي: https://www.state.gov/wp-content/uploads/2018/12/U.S.-Programs-and-Engagement-Promote-a-Prosperous-Secure-and-Well-Governed-Central-America.pdf
24 يمكن الاطلاع على الخطة عبر الرابط الآتي: https://joebiden.com/centralamerica/
25 “Alexander Main”, مرجع سابق
26 “Linda Brito, Alejandra Mejia, Roxana Bendezu”, “Policy Report”: AN ANALYSIS OF THE BIDEN- HARRIS ADMINISTRATION PLAN FOR CENTRAL AMERICA”, “MIGRANT ROOTS MEDIA”, https://bit.ly/3vTNhC2
27 “Elaine Kamarck”, “Can Biden pass immigration reform? History says it will be tough”, “Brookings”, 22/ 6/ 2021, https://www.brookings.edu/blog/fixgov/2021/06/22/can-biden-pass-immigration-reform-history-says-it-will-be-tough/
28” بوليفيا: الاشتراكية لويس آرسي يؤدي اليمين رئيسًا للبلاد”، “فرانس 24″، 9/ 11/ 2020، https://bit.ly/3h48rJx
29 “Brazil’s Lula congratulates Biden, President Bolsonaro silent”, “THE STRAITS TIMES”, 8/ 11/ 2020, https://bit.ly/3drsQpo
30 المرجع السابق
31 “Peru: Leftist Castillo wins popular vote in presidential race”, “BBC News”, 16/ 6/ 2021, https://www.bbc.com/news/world-latin-america-57492974
32 “Liam Meisner”, “Pedro Castello’s First Round Is an Opportunity for the Peruvian Left”, “JACOBIN”, 15/ 4/ 2021, https://www.jacobinmag.com/2021/04/pedro-castillo-peruvian-left-rural-elections
33 “محمد هاني شقير”، “بيدرو كاستيلو أستاذ مدرسة ماركسي من ريف البيرو يفوز بالانتخابات الرئاسية في البيرو”، “الحزب الشيوعي اللبناني”، 9/ 6/ 2021، http://www.lcparty.org/world/item/36082-2021-06-09-05-24-22
34 “Liam Meisner”, مرجع سابق
35 “Matt Spetalnick”, “Trump Returns Cuba to U.S state sponsors of terrorism”, “REUTERS”, 11/ 1/ 2021, https://www.reuters.com/article/us-usa-cuba-terrorism-list-idUSKBN29G1Y9
36 “Alexander Main”, مرجع سابق
37 “Matt Spetalnick”, مرجع سابق
38 “ثيران فنزويلا تعود إلى العمل بسبب النقص الحادّ في الوقود”، “يورونيوز”، 24/ 5/ 2021، https://bit.ly/3cVXOGh
39 “Meghan Gordon”, “Biden’s Venezuela Policy in holding pattern after Maduro outlasts sanctions pressure”, “S&P Global Platts”, 18/ 6/ 2021, https://bit.ly/3gFdu2G
40 “ثيران فنزويلا تعود..”، مرجع سابق
41 “Meghan Gordon”, مرجع سابق
42 المرجع السابق
43 “Erik Schatzker, Patricia Laya , Alex Vasquez”, “Venezuela’s Maduro expresses desire for foreign aid, Biden deal”, “Bloomberg”, 18/ 6/ 2021, https://bloom.bg/3cVuiR0
الرابط البديل: موقع “الجزيرة” الإنكليزي https://bit.ly/3wJU5mZ
44 المرجع السابق
45 المرجع السابق
46 المرجع السابق
47 “Professor Richard Wolff: Dangerous Motives Behind US Aggression Toward Russia and China”, “act.tv”, 13/ 4/ 2021,
https://www.youtube.com/watch?v=QlNPa2qDJbg
48 “واشنطن: متّحدون في وجه الصين.. وبايدن مستعدّ للقاء الرئيس تشي”، جريدة “الأخبار”، 18/ 6/ 2021، https://bit.ly/3gDBNOq
49 Professor Richard Wolff, مرجع سابق
50 المرجع السابق
51 المرجع السابق
52 “CIARA NUGENT, CHARLIE CAMPELL”, مرجع سابق
53 مؤخرًا “أصدرت الخزانة الأميركية تراخيص جديدة وإرشادات تسمح ببعض الأنشطة المرتبطة بمكافحة كورونا، وتشمل التعامل مع دول تخضع للعقوبات الأميركية ومنها فنزويلا. (“الخزانة الأميركية تمنح استثناءات لدول “معاقبة”.. والسبب “كورونا”، صحيفة “الأخبار”، 17/ 6/ 2021، https://bit.ly/3cV4NPz)
54 “Mat Youkee”, “America Grece, the US response to the Belt and Road in Latin America”, “Diálogo Chino”, 18/ 9/ 2020, https://bit.ly/3zBhkBr
55 “ملاك حمود، “أميركا- الصين: المواجهة حتمًا”، صحيفة “الأخبار”، 3/ 11/ 2020، https://al-akhbar.com/World/295925
56 “واشنطن: متّحدون في وجه الصين”، مرجع سابق
57 “CIARA NUGENT, CHARLIE CAMPELL”, مرجع سابق
58 في هندوراس مثلاً تناسى أوباما مسألة حقوق الإنسان واستمرّ، علنًا، بتقديم المساعدات الأمنية للحكومة هناك حتى بعد تلقّيه دعوات من أعضاء في الكونغرس تطلب تعليق هذه المساعدات بعد مقتل الناشطة البيئية الهندوراسية بيرتا كاسيريس وآخرين على يد مسؤولين عسكريين في هندوراس.