سوريا
هناك نقاط أساسية يجب التوقف عندها فى مطلع الحديث عن الثورة السورية:
أولا سلمية الثورة: حيث يمكن القول بأن الثورة السورية ظلت سلمية حتى نهاية شهر رمضان قبل الماضي حتى إن بشار الأسد قال فى أحد لقاءاته المتلفزة إن المتظاهرين بدأوا فى حمل السلاح في نهاية رمضان، ولكن بعدها تحولت الثورة إلى موجة قمع دموية عنيفة، وهو ما أفرز أرقاما يجب التوقف عندها حيث وصل عدد الشهداء إلى أكثر من ثلاثين ألف قتيل ومائة وخمسة وسبعون ألف جريح وستين ألف مفقود وهؤلاء المفقودون هم أقرب إلى كونهم شهداء منهم أحياء. وعدد المهاجرين الداخليين من مدينة لأخرى أو من حي إلى آخر داخل سوريا يقارب المليونين، في حين الرقم الرسمي هو 300 ألف أسرة ومتوسط عدد الأسرة السورية من 5-7 أفراد. أما عن خارج الحدود السورية فهناك أكثر من نصف مليون لاجئ، ففي مصر وحدها يتجاوز الرقم 100 ألف سوري وبالجزائر رغم بعدها 25 ألف لاجئ وفي تركيا 100 ألف.
وضع اللاجئين في مخيمات الأردن هو الأسوأ. وفي لبنان، يتعرضون لبعض الانتهاكات والتهديدات من قبل الأحزاب الموالية للنظام السوري.
وفيما يتعلق بالجيش الحر، فقد بدأ بمجموعة من الضباط المنشقين عن الجيش النظامي وعلى رأسهم حسين هرموش منذ أول أغسطس 2011. وكانوا في البداية يؤمنون الحماية للمظاهرات السلمية كتلك التي وصل تعداد المشاركين فيها لــ500 ألف متظاهر في بعض الأحيان (حمص وحماه). وقد نجح النظام السورى فى إسقاط السلمية عن الثورة السورية من حيث اتاحة التسلح عبر وسائل متعددة. وهو كان يريد تحويل الانتفاضة من السلمية إلى استعمال الأسلحة حتى يجد شرعية لمواجهتها. وفى البداية، كان هناك رفض عام لهذا التوجه ولكنه ما لبث ان تراجع مع استمرار القتل وتحفّز المدنيين للدفاع عن النفس أو الانتقام.
الحراك السلمي المستمر بالتوازي مع وجود كتائب الجيش الحر معتمد على:
- لجان التنسيق المحلية: وهم اكثر وجودا على الانترنت منهم على الأرض وهم يحاولون إيصال حقيقة الوضع على الأرض إلى كل الشعب السوري وإلى العالم.
- التنسيقيات وهم رجال موجودون على الأرض ينظمون المظاهرات والعمل الانساني والإغاثي وهم يعتمدون على لجان التنسيق المحلية فى إيصال رسالتهم إلى العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن استهداف النشطاء المدنيين مستمر منذ اليوم الأول وأدى بالعديد منهم للخروج إلى الدول المجاورة لتلافي الاعتقال أو حتى القتل الذي تعرض له الكثير من زملائهم.
فيما يتعلق بتكوين كتائب المقاومة الشعبية التي اصطلح على تسميتها بالجيش السوري الحر: فهي مؤلفة بالأساس من مجموعات منشقة عن الجيش النظامي. انضمت إليهم مجموعات من المدنيين مع استمرار العسكرة للحراك السلمي. وفيما يتعلق بالحديث عن جهاديين غير سوريين، يجب التنويه على أنه قد أفرج عن عشرات منهم في منتصف الثورة من قبل النظام نفسه حيث يعود تاريخ اعتقالهم إلى عمليات أمنية تلت مشاركة البعض منهم في عمليات مسلحة في العراق قبل تحسن العلاقات. وكان الهدف المتوقع من الافراج عنهم زيادة الحراك العسكري وإقحام عناصر لا تنسجم أهدافها مع أهداف الثورة السورية بحيث تضاف حجة جديدة لمحاربة الحراك السلمي. ويبدو أن الجيش السوري الحر يراقبهم من دون مواجهات تذكر إلى الآن طالما يلتقون معه فى هدف إسقاط النظام. عدد لا بأس منهم دخل عبر الأراضي التركية ولا شك أن الجهات التركية تتحمل مسئولية كبيرة في حال تفاقم الوضع.
عدة أساطير ترافق الحديث عن الحالة السورية ويمكن ايجازها على النحو التالي:
- أسطورة النظام العلماني: النظام السوري لم يكن علمانيا بالمعني السوسيولوجي للكلمة وإنما كان يستغل الأديان والطوائف والأقليات لإحكام سيطرته على السلطة وكان يستغل الحركات الظلامية لمواجهة التيار المعتدل من منطلق إما أنا أو الفوضى والإرهاب. لقد تمت محاربة الفكر المستنير دينيًا كان أم علمانيًا بشتى الطرق، واجهضت التجارب الفكرية في إطار تصحير المشهد الثقافي والاعتماد على جهلة أو ظلاميين في إدارة مفاصل الثقافة الرئيسية إضافة إلى التعليم.
- أسطورة النظام العلوي: فعندما تصف وسائل الإعلام وبعض الأوساط السياسية النظام بالعلوي تكون قد ارتكبت خطأ فادحًا بحق طائفة تمثل 12 بالمئة من الشعب السوري. والعلويون في سوريا، بعمومهم، يعيشون في مناطق بعيدة عن التطوير الاقتصادي والاستثمار الصناعي والتطوير في البني التحتية مما يدفع بابهم للبحث في المدن الكبرى عن عمل ويجري احيانا استقطابهم في المؤسسات الأمنية والعسكرية بناء على ولاءات مصالحية. هو إذًا ليس نظام طائفة ما بل هناك طائفة لهذا النظام مكونة من مزيج ممن يدينون له بالولاء من مختلف الأديان والمذاهب، والعلويون كانوا من ضحايا هذا النظام مثل بقية أفراد الشعب.
- أسطورة النظام الاشتراكي: فقد انتهت الاشتراكية فى سوريا منذ بداية سبعينيات القرن المنصرم، هذا إن اعتبرنا أنها وجدت أصلًا. وقد منع النظام تشكيل نقابات حرة سواء مهنية أو عمالية، واتجه إلى رأسمالية الدولة وبالأحرى رأسمالية رجال الدولة بشكل اشد شراسة مما كان عليه الوضع في مصر مبارك وتمت مأسسة الفساد بحيث اضحى وسيلة ناجحة في تأمين الولاءات وتوزيع الريع الناجم عن الاحتكارات البعيدة كل البعد عن مفاهيم الاشتراكية في أسوأ صورها.
- أسطورة النظام البعثي فى سوريا: بغض النظر عن مبادئ الحزب الإيديولوجية التي يمكن أن نتفق أو نختلف معها، فقد انتهى البعث كعقيدة في سوريا منذ 1970 وتحول إلى مؤسسة بيروقراطية أمنية تساعد في الحصول على بعض المزايا وتنشر ثقافة الخوف بين أفراد المجتمع الواحد.
- أسطورة الممانعة: يكفي أن تعلم أن النظام السوري الذي يقوم بمهاجمة المدن والقرى بالطيران الحربي، قد حافظ على درجة عالية من الاستقرار على حدوده مع فلسطين المحتلة منذ اتفاقية الهدنة سنة 1974. وحتى أن زيارة المنطقة الحدودية أمر غاية فى الصعوبة والتعقيد بحيث تتطلب موافقات أمنية متعددة. وإثر كل اعتداء اسرائيلي كان النظام يعلن بأننا “نحن من يختار الزمان والمكان المناسب للرد”. وفى كل الانتهاكات الاسرائيلية لأجوائه وأراضيه لم يختر زمانا ولا مكانا مناسبا للرد حتى الآن. إن القضية الفلسطينية والحرب مع العدو الاسرائيلي استهلكت كحجة لمجمل الانظمة الديكتاتورية التي تسعى لوضعها كدريئة أمام استحقاقات الدمقرطة والتحرر.
الوضع الإقليمي والدولي:
سوريا بطبيعتها تقع فى منطقة حساسة للغاية بل فى جوهر تقلبات منطقة هى الأكثر في مؤشرات عدم الاستقرار في العالم. ففي الشمال تركيا والمسألة الكردية، وفى الشرق العراق ومشاكله من لاجئين وعوامل عدم استقرار وجهاديين، وفى الجنوب الشرقى لبنان ومشكلاته الطائفية والسياسية، وفى الجنوب الغربي فلسطين والكيان الاسرائيلي مما يجعل حساسية الموقف الاقليمي كبيرة جدا فى المسألة السورية. ففيما يتعلق بحزب الله اللبناني فهو لديه قاعدة اجتماعية لبنانية يريد أن يحافظ عليها وبعد دعمه غير المشروط للنظام السوري وممارساته، بدأ في الدخول في مرحلة التردد بل إنه بدأ يراجع ترتيباته وحساباته. فهو يناصر النظام السوري اعلاميا فقط لكن ليس لديه ما يقدم له على الأرض من دون خسائر فى القواعد الشعبية والاجتماعية. فاللبنانيون يتذكرون حرب العام 2006 ولجوئهم إلي سوريا ومن ثم فاتخاذ موقف المساندة للنظام السوري أمر صعب، والاعتقاد يميل إلى أن حزب الله لم يرسل مقاتلين إلى سوريا بعد على الرغم من تورطه الإعلامي الواضح.
اما الإيرانيون فمتورطون عسكريًا ولوجستيًا وإعلاميًا واقتصاديًا في دعم النظام السوري وآلة الحرب برغم أنهم حاولوا في الماضي القريب فتح خطوط للتواصل مع قوى المعارضة السورية لكن من دون نتيجة ملموسة. إن صراعهم مع بعض القوى الإقليمية ومحاولتهم للمفاوضة على ملفات عدة مع الغرب، يحملهم على التشدد والتمسّك بالملف السوري كطوق نجاة أو ورقة تفاوض.
ويعتبر الموقف التركي أكثر تعقيدا. فهناك نقطتين تجعلانه كذلك، أولهما حساسية المسألة الكردية، فقد قام النظام السوري بإعادة إحياء حزب العمال الكردستاني بعد أن عرّضه إلى موجة قمع قوية أدت إلى تسليم قائده عبد الله أوجلان إلى الأتراك. لقد كان موقف النظام السوري من المسالة الكردية فى تركيا دوما عاملا قويا للتوافق والاختلاف بين البلدين. لكن النظام السوري، أعاد إحياءالحزب منذ اندلاع الثورة السورية. أما النقطة الأخرى، فتتعلق بأن السياسة الخارجية التركية لم تعد محل اجماع وطني. فالأحزاب القومية الأتاتوركية واليسارية التركية التي تضم جزء كبير من أفراد الطائفة العلوية التركية، ترتبط بالنظام السوري بشبكات معقدة من المصالح الاقتصادية والعائلية. وهي موجودة بكثافة في القوات المسلحة وأجهزة الأمن.
أما الموقف الاسرائيلي، ومن خلال قراءة الصحف وأوراق مراكز العصف الذهني الإسرائيلية، يبدو أنها حذرة جدا من تطورات الوضع السوري ولديها خوف شديد من سيطرة إسلامية محتملة على سوريا على غرار مصر وتونس. وقد حاولت اسرائيل جاهدة اقناع أوروبا وأمريكا وروسيا والصين بعدم ابداء أكثر من الشجب والادانة والتنديد بالوضع في سوريا وخطورته. وفى الحقيقة هناك اختلافات بين مواقف أجهزة الدولة الاسرائيلية المختلفة، فالحكومة لا تريد أن يسقط النظام السوري وتتعامل مع احتمالات سقوطه باعتبارها أسوأ الاحتمالات بينما الجيش يريد اطالة أمد الوضع القائم ولا يهمه سقوط النظام من عدمه. وأجهزة المخابرات الشاباك والموساد مترددة بين الابقاء على النظام واحتمالات تغيره وكيفية التعامل مع سوريا بعد الأسد. لكن يمكن القول بأن اسرائيل مستفيدة بكل الأحوال وهى الرابح الأكبر مما يجري فى سوريا فهناك طائرات سورية تقصف الشعب السوري بدلا من أن تضرب اسرائيل وهناك تدمير للدبابات والمدرعات ومن ثم قدرات الجيش السوري. وهناك تدمير شامل للبنية التحتية بحيث إنه يمكن القول بأن سوريا تحتاج إلى 50 عاما لالتقاط أنفاسها بعد أن دمر الصراع القائم 60% من البنية التحتية فى سوريا بشكل قد تعجز عنه قوات احتلال أجنبية. ان سوريا بحاجة إلى مشروع مارشال جديد لتقف على أقدامها وتمارس دورها المرجو منها في المنطقة.
وفيما يتعلق بالموقف الروسي، تشعر روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفييتي بأنها مهمشة على الساحة الدولية وقد أبعدت عن إدارة ملفات هامة تتعلق بالأمن والسلم العالميين مثل افغانستان، البلقان، العراق، وأخيرًا ليبيا. فهي إذًا تستغل الأزمة السورية لإعادة تموضعها في النظام الدولي. والحكومة الروسية تخشى من ظاهرتين مرتبطتين بالثورات العربية وهما أولا الديمقراطية المباغتة، وثانيًا، صعود الإسلام السياسي. فالدولة الاتحادية الروسية تحتوي على أكثر من 20 بالمائة من سكانها من المسلمين وسبق لها أن قمعت بالدم أحداث الشيشان. ويمكن القول أيضا بأن الممانعة الروسية لأي قرار من مجلس الأمن، بأنها ترى أن سوريا هي آخر معقل لها في الشرق الأوسط وآخر فرصة يمكن ان تمارس فيها دورا سياسيا قويا على الساحة الدولية.
يمكن اعتبار ما حدث في ليبيا قد أضرّ كثيرا بما يمكن أن يحدث في سوريا. فالنظام الدولي تحول من هدف حماية المدنيين إلى هدف اسقاط النظام. ومن ثم فالموقف الدولي أكثر ارتباكا في الحالة السورية منه فى الحالة الليبية.
تطورات الوضع وآفاق المستقبل:
طور السوريون ما يسمى بمشروع “اليوم التالي” وهو عبارة عن مشروع قام بانجازه خمسة وأربعون باحثًا سوريًا ذوي قدرات وكفاءات علمية من كل التيارات والخلفيات الاجتماعية والدينية والسياسية وتم العمل فيه بناء على منهجية علمية. وهم بالأساس لم يفكروا بطريقة سقوط النظام بقدر ما انشغلوا بايجاد رؤية لما سوف يلي سقوط النظام. وقد ناقش المشروع حلولا للقضايا الدستورية والعدالة الانتقالية واصلاح قطاع الأمن والاغاثة وإعادة الاعمار وغيرها من الاشكاليات والقضايا.
المداخلات:
أ/ محمد العجاتي (المدير التنفيذي لمنتدى البدائل العربي): بخصوص قدرة النظام السوري على الصمود لهذه الفترة الطويلة برغم الانشقاقات الكبيرة في أركان النظام ما هو تفسيرك لذلك؟
أ/ علاء: جريدة الوفد: لدي مجموعة من الأسئلة حول هوية التمويلات للفصائل المختلفة التي تعمل على الأرض فى سوريا، ومدى قدرة هذه التمويلات خصوصا من قطر والسعودية على شراء ولاءات قطاعات عريضة من السوريين؟ أو دعم تيار بعينه لضمان علاقات جيدة معه؟ وكذلك دور الاعلام العربي؟
أ/ محمد: روز اليوسف: أي نهاية لبشار تتوقع وما هو البديل؟ وهل هناك تخوفات كبيرة من تقسيم سوريا؟
ما هي طبيعة الوضع الطائفي فى سوريا وتطور الوطع من لا طائفي إلى طائفي بشكل ممنهج؟
أ/ عمر سمير: منتدى البدائل: سعت النظم القمعية فى بداية كل حراك لإظهاره بمظهر الحراك الطائفي بحيث تجد شرعية لمحاربته وعزله مجتمعيا لكن مع الوقت فإن هناك ردود أفعال طائفية تأتى من قواعد شعبية لاعلاقة لها بالنظام. كيف تطور الوضع طائفيا في سوريا منذ اندلاع الثورة؟ وإذا كانت توازنات القوى الاقليمية تحكم تطورات الوضع الداخلي في سوريا ولبنان بشكل كبير فلماذا برأيك لم يحدث تدخل عربي ولو محدود على غرار تدخل قوات درع الجزيرة مثلا؟
أ/محد علي: شباب الاخوان: لدي سؤال حول القاعدة الاجتماعية لإخوان سوريا ومستقبلهم فى العملية السياسية بعد بشار؟ ومحاولات النظام لزيادة الأوضاع الطائفية؟
دعت روسيا مؤخرا إلى نظام كونفيدرالي في اطار اتحاد سوري هل هذا قد يكون حلا عمليا للأزمة السورية؟
أ/ سلام الكواكبي: بالنسبة للطائفية والوضع الطائفي الذي أثاره الكثيرون فى أسئلتهم، أعتقد بأن الطائفية الإجتماعية هي الوحيدة التي يمكن الحديث عنها في سوريا من حيث أن العلاقات طبيعية فيما عدا الانصهار الاجتماعي على المستوى الخاص. سوريا عندما حازت على الاستقلال تولى رئاسة وزرائها المسيحي فارس الخوري وكان وزيرا للأوقاف الاسلامية، والعلويون والمسيحيون ساهموا مع بقية المجتمع فى انجاز مشروعات سياسية كبيرة من ضمنها دستور 1950 والذي كان متطورا جدا. ولا شك أن النظام لعب على الوتر الطائفي بشكل كبير لإيقاع أطراف المعارضة فى بعضهم البعض. وهناك ممارسات ممنهجة لتحفيز ردود الفعل الطائفية يوميا، وما يمكن قوله أن هناك حرب على الأهالي وليست حربا أهلية. بالمناسبة أول عملية للشبيحة كانت ضد العلويين، والمنطقة العلوية فقيرة جدا والاستثمارات فيها ضعيفة جدا. إن المجتمع العلوي فى غالبيته ليس مع بشار الأسد.
أما بالنسبة للسؤال المتعلق بإخوان سوريا: فلقد تم انهائهم دمويا فى سوريا منذ الثمانينيات وخرجوا إلى دول أخرى ولم يعد لهم حاضنة اجتماعية داخل سوريا. الاخوان السوريون ناشطون جدا فى الخارج وخاصة فى تركيا والسعودية وهم يعملون فى إطار المعارضة السورية وينادون بخطورة التطرف الديني ويدركون عواقبه.
فيما يتعلق بتقسيم سوريا كونفيدراليا فهذا الطرح غير ممكن عمليا أو جغرافيا أو ديموغرافيا أو اقتصاديا فالأقاليم والقبليات والدين والطائفة تتقاطع فى نقاط عدة فى سوريا وليس هناك ما يسمي بالساحل العلوي.
فيما يتعلق بالسؤال حول قدرة النظام السوري على الصمود رغم الانشقاقات المتكررة، النظام السوري بني على أسس العقلية الأمنية ليظل دائما قادرا على مواجهة تلك الظروف وكل محاولات الانقلاب على النظام أو تغييره. فهو ليس نظاما شخصانيا فى مستوى معين من القيادات ومن ثم فتأثير الانشقاقات محدود حتى الآن على الرغم من انشقاق بعض القيادات في الجهاز الأمني نفسه.
بالنسبة لتمويل الكتائب والمجاهدين، هناك تمويلات كبيرة لبعض الكتائب بناء علي ولاءات وانتماءات معينة دون النظر إلى أهداف الثورة السورية وطبيعة الشعب والدولة، ومن الغريب ان تمول جهات في الكويت مثلًا فصائل بعينها بشكل كبير جدا وتمنع التمويل عمن يخالف اجندتها. والجهاديون غير السوريون ربما يؤججون الوضع السوري ووجودهم خطر على الثورة واستمرار وجودهم خطر كبير على مستقبل الدولة السورية وهو يفتح الطريق للأفغنة خصوصا فى ظل وجود الحدود المفتوحة مع دول غير مستقرة كالعراق ولبنان.
الاعلام يلعب دورا مهما ولكن خطيرا أحيانا فهناك أطراف تمارس لعبة صناعة الأبطال بتجاهل شخصيات مهمة وإبراز شخصيات هامشية وهذا يتم على الجانبين فبينما الجزيرة مثلا، نادرا ما تستضيف غير الاسلاميين، فإن القنوات الأوروبية لا تستضيف غير أعضاء التيار الليبرالي وذوي التوجهات العلمانية.
بالنسبة للتدخل العسكري والدور الدولي: لن يتدخل أحد عسكريا في سوريا ولم يطالب السوريون بتدخل عسكري على الأرض وإنما منطقة حظر جوي ومنطقة عازلة التي يحتاج إقرارها إلى قرار من مجلس الأمن وهذا لن يحدث في الأمد المنظور.