قراءة فى نتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة المصرية 2012
منتدى البدائل العربي للدراسات
مصر

تقرير ندوة عقدت بمنتدى البدائل العربي للدراسات

الأربعاء 30 مايو 2012

المتحدث: د. عمرو الشوبكى، رئيس المجلس الاستشاري لمنتدى البدائل العربي وعضو مجلس الشعب المصري.

هناك ثلاث محاور لقراءة نتائج الانتخابات على النحو التالي:

1- المشهد السياسي قبل الانتخابات.

2- المشهد الانتخابي: خصائص ودور الخطابات المختلفة لمرشحي الرئاسة فيما أحرزوه من نتائج.

3- جولة الإعادة وما تثيره من إشكاليات.

أولا فيما يتعلق بالمشهد السياسي قبل الانتخابات: فهو مشهد نادر من حيث أننا بصدد انتخاب رئيس دون دستور وصلاحيات محددة، إدارة المرحلة الانتقالية فى فترة الــ15 شهرا الماضية على نحو يتصف بالتخبط من جانب مختلف القوي السياسية، فلا يوجد اتفاق حول مضمون ومفهوم الثورة والثورة الدائمة أو السكون وتغيير الأشخاص.

ومن حيث الطبيعة المحافظة للمجتمع المصري والتى لم تختلف بعد الثورة عنها قبل الثورة وأفرزت ما يعرف بالكتلة التصويتية الصامتة والتى يمكن أن تتعاطف مع أى خطاب إصلاحى محافظ، والثورة فى تاريخنا لحظات استثنائية، شفيق استدعى هذه الخصائص فى خطابه عن الأمن والاستقرار مع هامش من الاصلاح والتيار الاسلامي بطبيعته إصلاحي يتوافق مع طبيعة الشعب المحافظة.

ثانيا المشهد الانتخابي: أصبحنا أمام تجربة انتخابية شابتها انتهاكات ولكن دون إرادة للتزوير، ولدينا نسبة أمية كبيرة وبالتالي هذا القطاع الكبير ربما ليس لديه قدرة على الاختيار الحر الديموقراطي وهى كتلة تصويتية ليست بالهينة وتتوزع على شكل كتل تصويتية يسهل استقطابها من الجميع، وبالنظر إلى الخطابات المختلفة للمرشحين يمكن التمييز بين نوعين من الخطابات على النحو التالي:

خطاب واضح محدد قطعي لديه رؤية (محمد مرسي-أحمد شفيق-حمدين صباحي) فمرسي مرشح الاخوان بمنهجهم وفكرهم، شفيق لا ينكر كونه جزءا من النظام السابق ولكنه يلعب على نقطة حيوية وهى الأمن والاستقرار، حمدين قطعي فى انحيازاته المجتمعية وحديثه المطمئن لمؤسسات الدولة واحترام إرادة الناخب والتفاعل مع عموم الناس وقضاياهم الاجتماعية، وقد قدم خطابا مطمئنا ومتواصلا مع الناس ومن ثم استطاع أن يجتذب فئات من عموم الناس رغبة فى التواصل مع خطاب يعايش المشكلات المعيشية ويستطيع أن يتفاعل معهم،بدلا من خطابات مفرطة في ثوريتها مثل “الثورة تأمر ولا تطلب” حيث أن منطقها قد انتهى.

وخطاب آخر غير واضح وغير محدد المعالم.. رمادي (عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح) ركز الأول على تبرئة ساحته من ذمة النظام السابق، أبو الفتوح لديه مضمون ومصداقية ولكن الخلطة غير السحرية (الخطاب العابر للأيديولوجيات) وهذا الخطاب قد لا يجدى مع كثير من الناخبين، فمحاولة استيعاب تيارات متناقضة هى مجازفة صعبة وهو ما وقع فيه أبو الفتوح فجزء انصرف عنه عندما أعلن السلفيون تأييدهم له وجزء من السلفيين نفر منه عندما رأى بعض الوجوه اليسارية فى حملته، وهنا لابد من ملاحظة الفارق بين خطاب الناشط السياسي ورجل الدولة المعني بإصلاح مؤسساتها.

ثالثا: جولة الاعادة وما تثيره من مشكلات

نحن أمام مفارقة خطيرة فالثلاث الكبار الخاسرون أبو الفتوح وحمدين وموسى يحوزون أصوات أكثر من الاثنين الذين دخلوا جولة الاعادة وهو ما يصعب على قطاع عريض من الناخبين اتخاذ قرار نهائى فى جولة الإعادة، ويمكن قراءة موقف كلا المرشحين النهائيين على النحو التالي:

محمد مرسى: لدى القوى السياسية التي يسعى لحيازة أصواتها فى جولة الاعادة قلق حول طبيعة الجماعة ووضعها القانوني فوق الدولة ومع ذلك ترفض ترخيصها قانونيا ومع ذلك ترشح رئيسا للجمهورية، وهو بالنسبة لهم مرشح التنظيم الضيق وأحد من يقدسون منهجها الذي يحسم قراراتها وفقا لمفهوم السمع والطاعة، رغم أن هناك وجوه محترمة داخل الجماعة كان يمكن أن تكون أكثر قبولا لدى التيارات الأخرى، ولو كان هناك ديمقراطية كان يمكن أن يكون هناك وجوه أخرى، كما أن أسس التمييز بين المرشحين لدى القوى الأخرى التى لا تدرك طبيعة الجماعة وأزماتها غير واضحة فهو بالنسبة لهم رئيس لجماعة غير قانونية مع عدم وجود إطار قانونى دستوري للدولة.

هذه المشكلات تصعب من مهمة التيارات الأخرى مع التيار الاسلامي فى معظم البلدان العربية، وهناك تجارب وفشل ومعظمها مرتبط بوجود منظومات قانونية ودستورية.

أحمد شفيق: جزء أصيل من النظام القديم ويتحمل المسئولية السياسية عن موقعة الجمل، ومن ثم نجد مانع نفسى من إشكالية انتخابه ومن ثم اتخاذ موقف المقاطعة أو إبطال الصوت.

وفى رأيي لن يقدم الاثنين أشياء ذات قيمة لمصر، ووجود تنظيم مسيطر على الرئاسة والبرلمان ومفاصل الدولة أيضا مرفوض من قطاع عريض.

ثقافة الاستسهال: منظومة فلول وليس أشخاص فلول ومن ثم تغيير مفاصل النظام هو السبيل للقضاء على شبكة المصالح القديمة ومن ثم علينا اللعب على كيفية تفكيك المنظومة القديمة وطرح بديل بنائي لها.

المواقف المختلفة للناس على تباينها لابد ان تحاول طرح آليات للتغيير السياسى الحقيقى فى السنوات الأربع القادمة ومحاولة القوى الثورية الظهور بمشهد الثورة الدائمة والوصي على الثورة هى محاولات غير ناجحة. الثورة حالة ونقطة انطلاق للمستقبل بشرط الوعي والتحول بها من الثورة إلى الدولة، الوضع السياسى قبل الثورة انعكس كثيرا على أزمات القوى السياسية بعد الثورة طيلة الفترة الماضية.

Start typing and press Enter to search