بين «الكابتن منشار» و«صديق الفقراء»: البرازيل منقسمة
زينب سرور
Loader Loading...
EAD Logo Taking too long?
Reload Reload document
| Open Open in new tab

Download [531.48 KB]

«كُتبت هذه الورقة قبل عزل الرئيس البيروفي بيدرو كاستيلو»

ما كان يومًا قميصًا «مقدّسًا» للبرازيليين، بحسب تعبير كارلوس ألبرتو تورّيس، قائد المنتخب البرازيلي الفائز بكأس العالم عام 1970، ولونًا وطنيًّا جامعًا في مباريات كرة القدم العالمية، أصبح، منذ بدء الاحتجاجات ضدّ حكومة الرئيسة السابقة ديلما روسيف عام 2015 حتى فوز اليميني المتطرّف جايير بولسونارو وبعد خروجه من الحكم، أداةَ انقسام. كثيرٌ من البرازيليين يرفض ارتداء ألوان «الكاناري». والسبب، رمزيّتها المرتبطة باليمين وبالانقسام السياسي الحادّ في البلاد. آخرون يطالبون بإعادة إحياء القميص الأبيض الذي كان معتمدًا حتى العام 1950، والذي تم استبداله بعد الخسارة المدوّية حينها في نهائي كأس العالم من الأوروغواي على أرض البرازيل. من البرازيليين من اتّجه نحو تبنّي نسخ بديلة للبزّة الكرويّة الشهيرة يقدّمها أصحاب مصالح صغيرة من الطبقة العاملة في ضواحي ريو دي جانيرو. ومنهم من يأمَل أن يشكّل كأسُ العالم الحالي فرصةً لاستعادة الرموز الوطنية المصادَرة من اليمين المتطرّف. إزاء حدّة الانقسام، خرج الرئيس المنتخب حديثًا لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ليحثّ البرازيليين على احتضان ألوانهم الوطنية. وقال في تغريدة عبر «تويتر»: «لا يجب أن نخجل من ارتداء القميص الأخضر والأصفر. ليس القميص من حزبٍ سياسي، إنه مِلكٌ للشعب البرازيلي. سترونني أرتدي القميص الأصفر، فقط قميصي سيحمل الرقم 13»،1 الرقم الخاصّ بحزبه، «حزب العمّال» خلال الانتخابات.

ما سبق مثالٌ بسيط يحمل دلالةً كبيرةً عن وضع البلاد وحدّة الانقسام فيها. في الأول من كانون الثاني/ يناير 2023، سيتمّ تنصيب لولا للمرة الثالثة رئيسًا للبرازيل بعد فوزه على بولسونارو بفارقٍ بسيط، ما قد يمثّل تحولاً جذريًّا في أكبر اقتصادات أميركا اللاتينية، وتبدّلاً وانفراجًا على مستوى العلاقات الإقليمية والعالمية للبرازيل.

كثيرة هي الملفات والتحديات التي تنتظر لولا؛ فالمدانُ السابق زورًا بتهم فسادٍ تتعلّق بشركة النفط الحكومية «بتروبراس» والحاصل على حكم براءةٍ عام 2021 بعد قضائه ثمانية عشر شهرًا في السجن، يعود إلى الرئاسة في ظروفٍ محلية ودولية أقسى ممّا كانت عليه خلال ولايتَيه الأولى والثانية (2002- 2011). فما يتنظر «اللوليّة»؟ وما الظروف التي أدّت إلى تخطّي «البولسونارية»؟ ماذا يعني اليوم هذا الفوز وما يمثلّ حجمُ التمثيل؟ ثمّ هل يمكن لهذا الفوز أن يصمد؟ وهل يمكن فعلاً للرئيس الجديد أن يكون رافعة تغييرٍ في السياسات البرازيلية، على المستويَين الداخلي والخارجي؟ والأهمّ، هل هو فعلاً، بما يمثّل، شكلٌ حاضرٌ من أشكال مناهضة الرأسمالية في أميركا اللاتينية كما يتمّ تقديمه؟

أولًا: «عقد لولا الذهبي»

لفهم السياق العامّ الذي استلم فيه لولا السلطة للمرة الأولى من عام 2002 حتى 2011، يمكن الاستناد إلى ستّ محطات أساسية من النضال السياسي الذي مرّت به أميركا اللاتينية منذ الثورة الكوبيّة، وذلك وفقًا للمفكّر الماركسي البرازيلي وعالم الاجتماع الشهير أمير صادِر Emir Sader2 في كتابه «الخِلد الجديد» الصادر عام 2011. بحسب صادِر، كانت المرحلة الأولى مرحلةَ الحركات المسلّحة الريفية وقد انتهت بوفاة تشي غيفارا؛ أما المرحلة الثانية فمرحلةُ الحركات المسلّحة المدينية؛ تلتها مرحلة الديكتاتوريات العسكرية وهزيمة اليسار في الكثير من دول أميركا اللاتينية؛ لتبدأ المرحلة الرابعة مع استلام «جبهة ساندينيستا للتحرر الوطني» الحكم في نيكاراغوا وتستمرّ حتى ١٩٩٠؛ أما المرحلة الخامسة، التي انتهت عام 1998، فافتتحتها الهزيمة الانتخابية للساندينيين وسقوط الاتحاد السوفياتي، ما خلّف أثرًا كبيرًا على الدول التي كان يدعمها الاتحاد، خصوصًا كوبا، والأهمّ انتصار النيوليبرالية على امتداد القارة.3

بدأ سادس المراحل بالانتكاسات المتتالية التي جابهت النيوليبرالية وانتخابِ عددٍ من الرؤساء اليساريين على رأسهم هوغو تشافيز عام 1998، ثم تاباريه فاسكيس في أوروغواي عام ٢٠٠٤، إيفو موراليس في بوليفيا عام ٢٠٠٥، رافائيل كورّيا في الإكوادور عام ٢٠٠٦، وقبلهم لولا في البرازيل عام 2002.

ولولا4 رجلٌ عمّالي وزعيم نقابي سابق. ولد لأسرةٍ فقيرة من الفلاحين في ولاية بيرنامبوكو شمال شرق البرازيل، والتي تعاني تاريخيًّا من الفقر. تلقى تعليمًا متقطّعًا «إذ ترك المدرسة بعد انتقال عائلته إلى ساو باولو في عمر السابعة وأصبح ملمّع أحذية»5 كي يعيل أسرته المكوّنة من ثمانية أطفال. «وقد حصل لاحقًا على عمل في مصنع. وفي عمر السابعة عشر فقد خنصر يده اليسرى في حادث بإحدى الآلات».6

من هذه الخلفية الفقيرة الكادحة انتقل لولا إلى النشاط النقابي في العشرينيات من عمره، ثم إلى المشاركة في تأسيس «حزب العمّال» عام 1980 ردًّا على النظام العسكري آنذاك و«في محاولةٍ لخلق نوع جديد من السياسة اليسارية، تتخطى الاشتراكية الديموقراطية والشيوعية السوفياتية في آن».7

قبل انتخاب لولا عام 2002، كان قد ترشّح ثلاث مراتٍ إلى منصب الرئاسة. و«بعد أن هزمه مرشحون نيوليبراليون في الانتخابات الرئاسية عامَي 1989 و1994، زاد استقلاله عن حزبه».8 عام 2002، استلم لولا الحكم في مرحلةٍ دقيقة كانت قد اتّسمت منذ منتصف التسعينيات ببذل جهودٍ لمحاولة تحقيق استقرارٍ في الاقتصاد البرازيلي.

ليس لولا رجلاً راديكاليًّا في أيديولوجيّته وطروحاته، إنّ أفكاره و«راديكاليّته»، بحسب المفكر نوام تشومسكي، الذي يُبدي إعجابًا شديدًا بالرجل ويصفه في إحدى مقابلاته بـ«رجل الدولة الأكثر احترامًا في كلّ مكان كصوتٍ لعالم الجنوب»9، مباشرةٌ وواضحة: «ضعوا الأموال بين أيدي الفقراء، هذا سيهتمّ بكل شيء».10 أما صادِر فيذهب أبعدَ من ذلك ويعتبر أنّه «لم تكن للولا صلات بالتقاليد اليسارية في البرازيل. بصفته مناضلاً نقابيًّا، كان يفتقر إلى أيديولوجية ثورية أو راديكالية».11 ثمّ يشخّص تقييمًا غير «ورديّ»، وفق تعبير عالِم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي- البرازيلي مايكل لووي، لحُكم لولا «بما هو شكل من أشكال الليبرالية الاجتماعية التي لم تتحدَّ هيمنة رأس المال المالي ولا الإمبريالية الأميركية. مضيفًا (أي صادِر) أنّ الاستمرارية مع التوجه النيوليبرالي للحكومات السابقة قد تأمّنت بواسطة سياسات عدّة على رأسها تحالف حكومة لولا مع المصالح الزراعية على حساب أمن البلد الغذائي والوعود بإصلاح زراعي».12

في هذا الإطار مثلاً اختلف لولا مع «حركة البدون أرض» (واحدة من أبرز الحركات الاجتماعية في أميركا اللاتينية) التي «أخذت على سياسات حزب العمّال عدم إيفائها بكامل الوعود التي قطعتها من حيث توزيع الأراضي.. لتعود وتحقق المزيد من ذاك التوزيع (بعد ضغط من الحركة)».13

بالعودة إلى أمير صادِر، وبرغم النقد الشديد، يعترف ببعض الأوجه الإيجابية لإدارة لولا التي يصفها بـ«الهجينة والمتناقضة» وعلى رأسها اعتماد سياسات التوزيع الاجتماعي مثل برنامج «بولسا فاميليا» [ميزانية الأسرة] لمساعدة الفئات الأفقر بين السكان؛ خفض معدلات البطالة ولجم نموّ العمل غير الرسمي؛ إضافة إلى سياسة خارجية مستقلة».14

صحيح أنّ لولا لم يتّبع نهجًا راديكاليًّا في سياساته وأنّ الـ«لوليّة» التزمت السياسات النيوليبرالية، غير أنّ البرازيل في عهده عاشت فترةً مميزة من تاريخها على مختلف المستويات. فترة «العقد الذهبي» بحسب توصيف «البنك الدولي» عام 2016. تراجعت فيها الفوارق الطبقية والمناطقية، وانخفضت معدلات الفقر فخرج ملايين البرازيليين خلال ولايتَيه من الطبقات الفقيرة إلى الطبقات الوسطى الدنيا، وتحققت معدلات عالية من النموّ الاقتصادي جعلت من اقتصاد البرازيل الثامن عالميًّا، كما ارتفع مستوى الأجور والحدّ الأدنى للأجور، وتمّ دعم السوق الداخلية وتوسيعها ما أدّى إلى تحاشي نتائج الأزمة الاقتصادية الأميركية عام 2008، ناهيك عن إدخال البرازيليين الأفارقة ونسب كبيرة من النساء المهمّشات إلى المؤسسات التعليمية، وغيرها من الإصلاحات التي اعتمدتها الإدارة. وقطعًا، هذا لا يعني تبرئة «اللوليّة» من القرارات الخاطئة والعثرات على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتي شكّلت بنفسها دافعًا أساسيًّا لبروز الـ«بولسوناروية».

بالطبع، لم يكن الواقع الذي حكم فيه لولا ومحاولاته دعم الشرائح الفقيرة مريحًا للنخب البرازيلية التي وجدت في لولا عائقًا. وقد استمرّ هذا «الامتعاض» حتى بعد تنحّي لولا واستلام زميلته في الحزب والوزيرة السابقة في حكومته، ديلما روسيف، الرئاسة، ثمّ عزلها، وبالتواطؤ مع نائبها ميشال تامر، بتهم التلاعب بالحسابات العامّة عام 2016 قبل انتهاء ولايتها بعامين، واستلام تامر المنصب مكانها حتى العام 2018. لا يجب أن ننسى أنّ عهد روسيف شهد ارتكاب أخطاء اقتصادية جسيمة ترافقت مع انكماش اقتصادي ما أدى إلى تظاهرات صاخبة عام 2013، الأمر الذي استغلّه خصومها لتضييق الخناق عليها مع وصول شعبيتها إلى الحضيض. وقد ترك كلّ هذا الواقع أثرًا على المزاج الشعبي العامّ، سنشهد مفاعليه لاحقًا.

ثانيًا: «الكابتن منشار»

لم تكن إدانة لولا بتهم فساد وزجّه في السجن عام 2018 سوى استمرارٍ لحالة «سُعار» اليمين المتطرّف والشعبوي الذي بدأ في عهد روسيف وأكمل مع لولا بهدف منعه من خوض المعركة الرئاسية، فالرجل كان متقدمًا في استطلاعات الرأي وكانت احتمالات فوزه مرتفعة. في السجن مُنع الزعيم العمّالي من قراءة الصحف والإدلاء بأيّ تصريح علني. في الوقت نفسه، كان اليمين الشعبوي قد أطلق حملةً إعلامية غير مسبوقة من كذبٍ وتلفيق، باستثناء ربما الحملة الشعواء التي شهدناها خلال المعركة الرئاسية الأخيرة (2022)، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي، وصلت إلى حدّ الترويج بأنّ «حزب العمّال» ينوي «تحويل كل الذكور إلى مثليّي الجنس»15.

في ذلك الوقت، كان تيار اليمين، يحاول استعادة المجد في أميركا اللاتينية والكاريبي، عبر دعمٍ غربي (والذي بالطبع لم يتوقف يومًا بالتوازي مع فرض عقوبات على الأنظمة المعادية للغرب والولايات المتحدة)، تارةً عبر الانقلابات وطورًا عبر تنصيب أشخاص زورًا رؤساءَ على البلاد. وقد تزامن ذلك مع فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي دعم والقوى الغربية المعارضَ الانقلابي الفنزويلي خوان غوايدو، إلى جانب دعم هؤلاء الانقلاب العسكري في بوليفيا والمعارضة اليمينية المتحالفة مع الجيش الذي أجبر الرئيس إيفو موراليس على الاستقالة عام 2019.

في العام نفسه لاستقالة موراليس، وصل إلى سدّة الرئاسة في البرازيل سياسي قومي يميني متطرّف وقائد سابق في الجيش يتبنّى شعار «البرازيل فوق كل شيء، واللهُ فوق الجميع». (في هذا الإطار يحاجج كثرٌ أنْ لا علاقة لبولسونارو باليمين المتطرّف الذي نظّر للعقيدة الشمولية خلال الثلاثينيات). يحمل بولسونارو أفكارًا أيديولوجية متطرّفة وعدائية وعنصريّة لا تقلّ سوءًا عن النهج الاقتصادي الذي اتَّبع طوال سنوات تربّعه على عرش البرازيل. يدعم الرجل ويدافع عن أبشع حقبة من النظام العسكري التي حكمت نهاية الستينيات وبداية السبعينيات وراجت فيها ممارسة التعذيب، ووصل به الأمر حدّ «إهداء صوته، لدى التصويت في البرلمان على إقالة روسيف، إلى الجنرال الذي كان مسؤولاً عن تعذيبها عندما تعرّضت للتعذيب على يد النظام العسكري» 16 عام 1970 وكانت تبلغ 22 عامًا من العمر فقط17. وعلى الرغم من دعمه الديكتاتورية العسكرية، فهو في الوقت نفسه ينتقدها لأنها «لم تذهب بعيدًا، إذ كان عليها قتل ثلاثين ألف شخص كما فعلت الأرجنتين»18 أسوأ الديكتاتوريات العسكرية. ولا يتوقف عند هذا الحد، بل يرجع في التاريخ إلى القرن التاسع عشر ويوجّه سهام نقده إلى سلاح الفرسان البرازيلي لأنه «لم يكن بنفس كفاءة الأميركيين الذين أبادوا الهنود»، في تعليقٍ يرد بصحيفة Correio Braziliense في نيسان/ أبريل 1998.19  وفي تعليقٍ أحدث يعود إلى العام 2015، ويرد في موقع Campo Grande News يقول بولسونارو «لا يتكلّم الهنود لغتنا، لا يملكون المال، وليست لديهم ثقافة. هم شعوب أصليّة. كيف تمكّنوا من الحصول على 13% من الأرض الوطنية»؟20 وفي شباط/ فبراير 2018 يقول «إذا أصبحتُ رئيسًا، لن يكون هناك سنتمتر واحد إضافي للسكان الأصليين»، ليعود بعد أشهر في آب/ أغسطس و«يصوّب» كلامه قائلاً إنّ ما كان يقصده أنه «لن يكون هناك (لهم) ميلمترٌ إضافي».21

ولم تسلم المناهج الدراسية من سياساته الشعبوية وأيديولوجيته المتطرفة ودفاعه عن الديكتاتورية ومحاربة ما سمّاه «الثقافة الماركسية» في تلك المناهج، معتبرًا أنّ تلك الثقافة أصبحت مسيطرة على كامل البلاد، فتدخّل في المناهج لوقف انتقاد الديكتاتورية العسكرية.
إلى ذلك، اقترح «خفض تمويل التعليم العالي والاستثمار في نظام ثانوي مهني موسّع تحت سيطرة الجيش».22 كما حارب تمويل الأبحاث على العلوم محاولاً تقويض دور البرازيل كقوة علمية في أميركا اللاتينية «فأعلن عن خطط لدمج وزارة التعليم العالي مع وزارة العلوم والتكنولوجيا والابتكار والاتصالات».23

لقد فشل بولسونارو في التعامل مع الكثير من القضايا والملفات، فشهدت البلاد فترةً مظلمة اقتصاديًّا مع ارتفاع معدلات البطالة والتضخم والفقر، وفترة عزلةٍ دولية. وشكّلت جائحة كورونا الفشل الأكبر لبولسونارو والتي أدت إلى وفاة أكثر من نصف مليون نسمة في البرازيل وذلك بعد عدم اعترافه بالفيروس وخطورته. وامتدّت يد بولسونارو إلى غابات الأمازون فاستحقّ لقب «الكابتن منشار» بسبب تجاوز إزالة الغابات خلال عهده أرقامًا قياسية تاريخية.24

ثالثًا: «فوز بشقّ الأنفس»

بشقّ الأنفس، فاز لولا على خصمه الشرس. تحقق الانتصار وسط محاولات ابتزاز وتهديد وخطاب إعلامي مليء بالكذب والتلفيق تفوّق على الانتخابات السابقة، وبفارقٍ بلغ حوالي مليونَي صوت (0.89%)، هو «أصغر هامش تم تسجيله في مسابقة رئاسية»25 في البرازيل. لم يكن الفوز ممكنًا لوْلا دعم المتضررين من سياسات اليمين ومشروع المحافظين الجدد، من أحزاب ونخب ثقافية وفنية ورياضية والذين لا يتّفقون بالضرورة مع سياسات «حزب العمّال»، بالإضافة إلى دعْم المرشحة السابقة للرئاسة سيموني تابت، ومساعدة يسار الوسط.
حصلت الدورة الأولى للانتخابات في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2022. تصدّر لولا تلك النتائج متقدمًا على بولسونارو، فحاز الأول على حوالي 48% من الأصوات مقابل 43% للثاني، لكن تقدّم لولا جاء أقل مما توقعته استطلاعات الرأي، الأمر الذي شدّ العصب وزاد من حدّة المنافسة في الدورة الثانية.

في الدورة الثانية التي عقدت في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، فاز لولا بحصوله على50.9% من الأصوات، بينما حاز بولسونارو على 48،1%، وبلغ الفارق بينهما مليونَي صوت. نال بولسونارو أكثر ممّا ناله عام 2018، وقد بلغت الأصوات التي اعتُبرت صحيحة في الانتخابات حوالي 118 مليونًا و500 ألف صوت.

طبقيًّا، نال لولا أكثر من 54% من أصوات من يتقاضون ضعف الحد الأدنى للأجور (وهم تقريباً نصف الشعب) وحصل بولسونارو على حوالي 52% من الأصوات بين الشريحة المتوسطة، أي بين الذين يتقاضون بين ضعفَي وخمسة أضعاف الحد الأدنى (الثلث)، فيما عند الباقين (حوالي الخُمس) رجّح الاقتراعُ كفة بولسونارو مع ارتفاع مستويات الدخل.26

وعلى الرغم من حقيقة أنْ ليس كل من صوّت لبلوسونارو أو للولا معجبًا بمرشّحه وبنهجه وأفكاره، وأنّ قسمًا لا بأس به من الناخبين انتخب مرشّحه لإبعاد المرشح الآخر عن الرئاسة، فإنّ البرازيل تشهد اليوم انقسامًا حادًّا يكاد يكون غير مسبوق.

أمام لولا مشوار طويل وصعب. محليًّا، يواجه خصمًا شرسًا من نخبٍ وتكتّل مالٍ وأعمال لها ارتباطات دولية. خطورة هذا التكتّل أنه يوغل في الاستشراس متى مُسّ بمصالحه، وأنه يحمل في جزءٍ كبيرٍ منه خطابًا يمينيًّا شعبويًّا ويستند إلى قاعدةٍ شعبية واسعة أثبتت نفسها خلال الانتخابات الأخيرة. صحيح أنّ «بولسونارو هو أول رئيس منذ عودة البرازيل إلى الديموقراطية الذي لا يكسب محاولة إعادة انتخابه»،27 لكنها «المرة الأولى أيضًا في انتصارات لولا (لموقع الرئاسة) التي يحصد فيها أقلّ من 60% من الأصوات».28 وما يدلّل على الأرضيّة المتزعزعة التي يقف عليها لولا، تحقيقُ بولسونارو نفسُه، الخاسر في الانتخابات، «انتصارات مهمة في بلديات الولايات التي تُعتبر مؤيّدة للولا، مثل بارا وأمازوناس، وفوزُه كذلك في آمابا، الولاية التي فاز فيها حزب العمّال في الجولة الأولى. بالإضافة إلى فوزه في ثلاث بلديات من أصل أربع من التي تعرّضت إلى أكبر نسبة من إزالة الغابات بين 2019 و2022».29 وهذا يدلّ أيضًا على أنّ التنمية الاقتصادية المحلية التي رافقت إزالة الغابات ربما جعلت بولسونارو يتمتع بشعبية في تلك المناطق، وأنّ في البلاد نسبة لا بأس بها تبحث عن الربح على حساب الحفاظ على رئة العالم، مع ما يشكّله هذا من عبءٍ على لولا مع إبراز نيّته العمل على توقيف المسّ بالغابات، السياسة التي اشتهر بها سلفُه. ومما يزيد التحدي أمام إدارة لولا أيضًا حقيقة أنّ الانقسام اليوم في البلاد، كما هو عابرٌ للمناطق والولايات، عابرٌ للطبقات. صحيح أنّ لولا حصد تقريبًا نصف أصوات من يتقاضون الحد الأدنى للأجور بينما نال خصمه نصف أصوات من يتقاضون بين ضعفي وخمسة أضعاف الحد الأدنى، غير أنّ اليمين قادرٌ عبر خطابه وسياساته الشعبوية على جذب شريحة كبيرة من الفقراء لصفّه، برغم سياساته المعادية لها. هذا ما اعتمدته إدارة بولسونارو قبل عامٍ من الانتخابات في البرنامج الاجتماعي «أوكسيليو برازيل»، الذي حل محل «بولسا فاميليا» الذي أنشأه اليسار، وقرر فيه زيادة المخصصات للفقراء وزيادة معدل النفقات الاستهلاكية، في محاولةٍ لرفع حظوظه في الانتخابات بين صفوف الشرائح الفقيرة. وهذا ما فعله أيضًا قبيل الانتخابات الأخيرة، فأعلن «إطلاق ثماني مبادرات جديدة لمنح أو زيادة التقديمات الاجتماعية»،30 مستفيدًا من إرهاق شريحة كبيرة من البرازيليين من الوضع الاقتصادي المتأزم، ليس فقط في عهده، بل خلال فترات حكم «حزب العمّال». هذا الخطاب بالطبع ما زال قائمًا، وخطورته أنّ له أذرع عبر الحضور القويّ لليمين وأنصار بولسونارو في إدارات الحكم.

وتمامًا كما كانت الحملات الانتخابية والانتخابات نفسها شرسة، لم تكن نتائج الانتخابات يسيرة. رفض أنصار بولسونارو تلك النتائج، فعمّت البلاد مئات التظاهرات، وكان أبرزها إغلاق سائقي الشاحنات من أنصار بولسونارو الطرق العامة والسريعة ما استدعى تدخّل شرطة الطرق السريعة البرازيلية (PRF)، وبعض مشجّعي أندية لكرة القدم الذين تولوا فتح بعض الطرق. إلى ذلك، تجمّع البولسوناريون وأنصار اليمين حول ثكنات الجيش مطالبين بالتدخل العسكري من أجل استعادة النظام. وبعد مرور أكثر من شهر على انتهاء الانتخابات، ما زال أولئك يتظاهرون في مناطق عدة، ويتوقع محللون أن تستمرّ التظاهرات حتى مطلع كانون الثاني/ يناير.

خلال الأسابيع الأخيرة أيضًا، تنامت بشدة أعمال العنف والشغب وظاهرة إطلاق النار الجماعي في البرازيل، وكان لافتًا ارتفاع تلك النسبة في الولايات التي حصد فيها بولسونارو النسبة الأعلى من الأصوات. شهدت البلاد إطلاق نار في مدرستين ما أدّى إلى مقتل عدد من الأساتذة والتلاميذ، واستخدام قنابل محلية الصنع وإطلاق النار على الشرطة وإحراق شاحنات وتدمير سيارات إسعاف، كما تم إطلاق النار على «صحيفة تنتقد الحكومة في ولاية روندونيا الغربية المتاخمة لبوليفيا، وعلى حانة يرتادها يساريون».31 لقد «ساعد تطرّف الخطاب البولسوناري، فضلاً عن الدفاع عن استخدام الأسلحة النارية في البلاد وتسهيل الوصول إليها، على تفسير تنامي تلك الظاهرة».32

اقتصاديًّا، تسلّم لولا بلادًا متهالكة، صورتُها المالية أكثرُ هشاشةً ممّا كانت عليه خلال ولايته السابقة، ما يرفع من مستوى التحدي للوعود المكلفة ماليًّا التي قدّمها لولا خلال حملته الانتخابية. يوضح ألبرتو راموس، رئيس فريق البحث الاقتصادي لأميركا اللاتينية في Goldman Sachs’ Global Investment Research الصورة، فـ «الدَّين العامّ البرازيلي يقترب من 80% من الناتج المحلّي الإجمالي، والعبءُ الضريبي على الاقتصاد أعلى بشكل ملحوظ، والاستثمارُ العامّ منخض جدًّا».33 هذا بالإضافة إلى أنّ التصريحات العامة لأعضاء كبار في الفريق الانتقالي بعد الانتخابات تشير إلى أن الصورة المالية (العجز المالي ومخزون الدين العام) من المرجّح أن تتدهور بشكل واضح عام 2023، بحسب راموس.
ومن التحديات الجاثمة أمام إدارة لولا أيضًا إعادة ضبط العلاقات الخارجية لبلده. وقد بدأ لولا تحقيق ذلك بالفعل بعد زيارته البرتغال بعد أربع سنواتٍ من العلاقات الفاترة بين البلدين، وإبداء نيّته تمتين العلاقات مع الصين، المستمثر الأكبر في البرازيل.
وعلى الرغم من الصراعات المتوقعة بين الولايات المتحدة وبرازيل لولا، المناهض للمعسكر الغربي وهيمنة الولايات المتحدة وارتباطه بعلاقة متينة مع الأنظمة اليسارية في أميركا اللاتينية، غير أنّ لولا منفتح على إدارة بايدن منذ تهنئته الرئيسَ الأميركي جو بايدن على الفوز عام 2020 واعتباره أن «الأميركيين صوّتوا ضدّ الترامبيّة وكل ما تمثّل». 34 ومردّ ذلك «الانفتاح» بالطبع المصالحُ الاقتصادية والتجارية المتبادلة بين الطرفين. وبرغم ذلك، من المتوقع في طريقة التعامل مع الخصم التاريخي، أن ينحى لولا منحى زميله الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عندما أبدى انفتاحه على إدارة بايدن عام 2021 لكن ضمن حدودٍ رسمها هو قائلاً «أنا هنا في القصر الرئاسي!»،35 في دلالةٍ على أنّه رئيسُ البلاد، لا الانقلابي، المدعوم غربيًّا، غوايدو، وتاليًا التعاملُ مع فنزولا لا يكون إلّا عبره.

تُعتبر أزمة المناخ وقضايا البيئة من القضايا المتقاطعة بين الجانبين الأميركي والبرازيلي. وبينما أمعن «الكابتن منشار» في إزالة ما تيسّر له من غابات الأمازون، أبدى الرئيس الجديد حرصه الحفاظ عليها فأعلن «أمام مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP 27 أنه سيمنع إزالة الغابات غير القانونية في الأمازون، وسيعيد إحياء الروابط مع البلدان التي تموّل جهود حماية الغابات»36. وبرغم حسن النيّة وعقد العزم، على لولا بذل جهد إضافي في هذا الملفّ خصوصًا أنه اتُّهم خلال ولايتَيه بقلّة الاهتمام بقضايا البيئة وحماية غابة الأمازون، وقد وصل الأمر حدّ استقالة وزيرة حكومته للبيئة مارينا سيلفا، عضوة «حزب العمّال»، احتجاجًا على تعاطي رئيسها مع تلك القضايا وعلى بناء سدّ عملاق تسبّب بأضرار جسيمة في غابات الأمازون.

الخاتمة:

مشوارٌ طويل.. و«صوتٌ لفلسطين»

يدرك لولا حجم التحديات؛ داخليًّا، معارضةٌ واسعة أظهرت الأرقامُ أنها تعادل على المستوى الشعبي نصفَ البرازيليين؛ وحليفٌ «غير مضمون» قد لا يحمل له مستقبلاً مفتاحَ الفوز، ولا يشكّل له السندَ الدائم أمام أي مشاريع انقلابية من غير المستبعد حصولها في استعادة لسيناريو تلفيق التهم؛ كما على لولا معرفة كيفية التعامل مع أحزاب صغيرة دعمته لكنه يُدرك جيدًا أنّها تقايض دعمها مقابل حصص ومراكز في هيكلية الدولة؛ واقتصادٌ مهترئ يحتاج عملاً جبّارًا للتعافي من تبعات الجائحة. وخارجيًّا، أنظمة معادية لا تترك فرصةً للتدخّل بأنظمة جيران الجنوب إلا وتستغلّها. يعي لولا جيدًا شراسة خصمه القادر على زعزعة سوق الأسهم التي شهدت أكبر انخفاضٍ لها في يومٍ واحدٍ منذ حوالي العام بعد إعلان الزعيم العمّالي في خطاب النصر أنه سيحكم للفقراء لا للأسواق المالية. وقد هدف خصومه من ذلك إرسال تحذيرٍ له بأن مجالات المناورة أمامه شبه معدومة.

لكن في المشهد أيضًا لونٌ «ورديّ»، فمع دا سيلفا دائرةٌ آخذة بالاتّساع من أنظمة اليسار التي باتت تحكم سبع دول من أصل عشر دول أساسية في أميركا اللاتينية. ويمكن اعتبار هذه المحطة، أو ما يصطُلح عليه بـ«المدّ الوردي»، محطةً سابعةً من محطات النضال السياسي الستّ التي مرّت بها أميركا اللاتينية منذ الثورة الكوبية وأشار إليها أمير صادِر في كتابه «الخِلد الجديد». يأتي هذا بالطبع في مقابل صعود اليمين القومي المتطرّف في العديد من دول أوروبا وبقع أخرى من العالم.

لم يكن فوز لولا محصورًا بالبرازيل. لقد انتظر العالم تلك النتائج لإدراكه أنّ من يفوز هناك، أيًّا كان، سيترك أثرًا، ولو تباين مداه، على العالم بأسره. وفي انتصار لولا، مع «مجموعة السبع»، أي الدول ذات الحكم اليساري في أميركا اللاتينية والكاريبي، دلالة على أنّ إيقاف اليمين المتطرف المتصاعد في مختلف أنحاء العالم، ممكن، وإن كان بصعوبة كما حصل في البرازيل، وأنّ النضال السياسي بدءًا من الثورة الكوبية لمّا يمُت. هذا لا يعني بالضرورة أنّ «اللولية» ستقاوم النيوليبرالية بشراسة، هي لم تفعل أساسًا في كلّ فترات حكمها، حتى أنّ الحكومات العمّالية اعتمدت سياسات نيوليبرالية عدّة صحيح أنّها أدت، وفق تقرير «عدم المساواة لعام 2018»، إلى «زيادة دخل النصف الأدنى من السكّان، بوتيرة أسرع من الدخل القومي، لكن (في الوقت نفسه) استحوذت شريحة الـ10 في المئة الأعلى على 58 في المئة من مجمل نمو الدخل فيما حصلت شريحة الـ50 في المئة الأدنى على 16 في المئة فقط منه.37 لكنّ الانتصار يعني أنّه يمكن كبح المآسي التي شهدتها تلك البلاد خلال فترة حكم اليمين المتطرف من اتساعٍ في معدلات الفقر والفوارق الطبقية والمناطقية ونسب البطالة وتآكل الأجور وانخفاض النموّ، والتمييز بحق السكان الأصليين والعمّال الأجانب إلخ.

عربيًّا، هذا خطابٌ ملهِم، بالأخصّ للقوى التقدمية التي تبحث عن قوى وتجارب من العالم للاحتذاء بها أولاً وتمتين جبهة مشتركة معها ثانيًا لمواجهة الكوارث الاقتصادية التي تعانيها بلادنا، بفعل عوامل داخلية وخارجية، آنيّة وتاريخية. وأنظمةُ يسار أميركا اللاتينية ومعهم لولا، لا يفصلون أنفسهم عن قضايا العالم، خصوصًا في تقاطعاتها مع قوى الاستعمار والاحتلال واستغلال ثروات الشعوب.

إلى ذلك، يحمل انتصار لولا أهميةً ومكانةً خاصّتين للقضية الفلسطينية، فهو يتفوق في دعمه لها على الكثير من الحكّام والرؤساء والملوك العرب، وقد اتخذ سابقًا العديد من الإجراءات لصالحها منها «رفع التمثيل الديبلوماسي بين فلسطين والبرازيل وتخصيص قطعة أرض بالقرب من القصر الرئاسي البرازيلي للسفارة الفلسطينية»38. وبينما انقسم المجتمع العربي- البرازيلي داخل البرازيل بين لولا وخصمه، وصوّتت نسبة كبيرة من البرازيليين من أصول عربية هناك لبولسونارو، حصل لولا على «غالبية الأصوات التي أُدلى بها في مركز اقتراع داخل القنصلية البرازيلية في رام الله من قبل مواطنين برازيليين يعيشون ويعملون في الضفة الغربية المحتلة».39

بانتصار لولا، لقد استعادت فلسطين، بلا شك، صديقها المغيّب الذي اعتدت أن يكون صوتًا لها في المحافل الدولية.

1 Lula’s Official Twitter account, 10/ 11/ 2022, https://twitter.com/LulaOficial/status/1590721760026320898?s=20&t=leF6_qXj92NZmzJyiFrGRQ

2 أمير صادِر، مفكر ماركسي وعالم اجتماع برازيلي ورئيس «المجلس الأميركي اللاتيني للعلوم الاجتماعي». من مواليد ساو باولو عام 1943. له الكثير من الكتب والأبحاث عن السياسة في البرازيل وأميركا اللاتينية، كما عن مصائر اليسار واستراتيجياته- من «الدولة والسياسة عند ماركس» (١٩٨٣) ودراسات عن الثورات في كوبا وتشيلي ونيكاراغوا إلى «بطاقات بريدية إلى تشي غيفارا» (١٩٩٧) و«القرن العشرين» (٢٠٠٠).

3 للمزيد أنظر: «مايكل لووي، المفكر البرازيلي أمير صادِر: مسارات اليسار الأميركي اللاتيني»، مجلة «بدايات»، العدد 34، 2022، https://bidayatmag.com/node/1419

4 كان لولا لقبه، أدرجَه قانونيًّا في اسمه الكامل بعد أن بدأ أتباعه السياسيون في استخدامه

5 Maite Fernández Simon, »Who is Lula? What to know about Brazil’s next president«, »The Washington Post«, 30/ 10/ 2022, https://www.washingtonpost.com/world/2022/10/30/lula-da-silva-president-brazil/

6 المرجع السابق

7 مايكل لووي، مرجع سابق

8 المرجع السابق

9 Noam Chomsky – Lula da Silva, Bolsonaro, and the politics of Brazil: The Origins Podcast, https://www.youtube.com/watch?v=jkyBYNNc0fs&list=PL5R87nA_A7iiF9-yWvUQh4sfcwUmmRwSQ&index=8

10 المرجع السابق

11 مايكل لووي، مرجع سابق

12 المرجع السابق

13 جاكلين عطوي، «حركة البدون أرض البرازيلية: نموذج عن حركة اجتماعية لعصرنا»، مجلة «بدايات»، العدد الأول 2012، https://bidayatmag.com/node/280

14 مايكل لووي، مرجع سابق

15 Noam Chomsky, مرجع سابق

16 Noam Chomsky

17 للمزيد، يمكن الاطلاع على مقابلة مع روسيف تتحدث فيها عن فترة التعذيب والسجن عبر الرابط الآتي: https://bit.ly/3UvqOr3

18 المرجع السابق

19 What Brazil’s President, Jair Bolsonaro, has said about Brazil’s Indigenous Peoples, https://www.survivalinternational.org/articles/3540-Bolsonaro

20 Antonio Marques, Leonardo Rocha, »Bolsonaro diz que OAB só defende bandido e reserva indígena é um crime«, CAMPO GRANDE NEWS, 22/ 4/ 2015, https://bit.ly/3V0SxkE

21 What Brazil’s President, Jair Bolsonaro, has said about Brazil’s Indigenous Peoples, مرجع سابق

22 Marion Lloyd, »Bolsonaro poses a serious threat to higher education«, University World News, 2/ 11/ 2018, https://www.universityworldnews.com/post.php?story=20181102101957300

23 المرجع السابق

24 Federico Acosta Rainis, » Brazil election: how Lula won the runoff, from São Paulo to the north-east«, The Guardian, 1/ 10/ 2022, https://bit.ly/3UY2vDb

25 Valerie Wirtschafter, »After a victory for democracy, what is Brazil’s road ahead?«, Brookings, 9/ 11/ 2022, https://www.brookings.edu/blog/order-from-chaos/2022/11/09/after-a-victory-for-democracy-what-is-brazils-road-ahead/

26 مقالة لبول أشقر تُنشر قريبًا في مجلة «بدايات»

27 المرجع السابق

28 المرجع السابق

29 المرجع السابق

30 Amanda Audi, How Bolsonaro loads the dice ahead of the presidential runoff, THE BRAZILIAN REPORT, 22/ 10/ 2022, https://brazilian.report/society/2022/10/22/auxilio-brasil-election-private-data-leak/

31 Raphael Tsavkko Garcia, Brazil still in Turmoil one month after Presidential Election, »Latino Rebels«, 5/ 12/ 2022, https://www.latinorebels.com/2022/12/05/brazilturmoilnovember/

32 Raphael Tsavkko Garcia, Brazil still in Turmoil one month after Presidential Election, »Latino Rebels«, 5/ 12/ 2022, https://www.latinorebels.com/2022/12/05/brazilturmoilnovember/

33 What Lula’s Election Means for Brazil’s Economy and Investors, Goldman Sachs, 17/ 11/ 2022, https://www.goldmansachs.com/insights/pages/brazil-elections.html

34 المرجع السابق

35 “Erik Schatzker, Patricia Laya , Alex Vasquez”, “Venezuela’s Maduro expresses desire for foreign aid, Biden deal”, “Bloomberg”, 18/ 6/ 2021, https://bloom.bg/3cVuiR0
الرابط البديل: موقع “الجزيرة” الإنكليزي https://bit.ly/3wJU5mZ

36 Brazil’s Lula promises new day for Amazon, crackdown on illegal deforestation, at COP27, 17/ 11/ 2022, https://ab.co/3gzbQTc

37 Alvaredo, et al., World Inequality Report 2018, Table 2.11.3.

38 Eman Abusidu, A victory for Lula in Brazil, is a victory for Palestine, MIDDLE EAST MONITOR, 28/ 10/ 2022, https://www.middleeastmonitor.com/20221028-a-victory-of-lula-in-brazil-is-a-victory-for-palestine/

39 Eman Abusidu, A victory for Lula in Brazil, is a victory for Palestine, MIDDLE EAST MONITOR, 28/ 10/ 2022, https://www.middleeastmonitor.com/20221028-a-victory-of-lula-in-brazil-is-a-victory-for-palestine/

Start typing and press Enter to search