الأردن ,الإمارات العربية المتحدة ,البحرين ,الجزائر ,السعودية ,السودان ,الصومال ,العراق ,الكويت ,المغرب ,اليمن ,تونس ,جزر القمر ,جيبوتي ,سوريا ,عمان ,فلسطين ,قطر ,لبنان ,ليبيا ,مصر ,موريتانيا
نظريا يفترض أن تعني كلمة الاعتدال النظم العقلانية والديمقراطية، والتي تدير خلافاتها بالطرق السلمية ومن خلال مبادئ النظام العالمي والشرعية الدولية، وأن التشدد يعني الخروج عن مبادئ تلك المنظومة والتمرد عليها. وقد عرف العالم كله دولا وقوى وصفت بأنها نماذج اعتدال وأخرى على أنها نماذج تشدد، فكل القوى الثورية والشيوعية التي ظهرت في أوربا عقب الحرب الثانية وحاولت أن تغير المنظومة السياسية القائمة بوسائل “ثورية” نجحت في النهاية النظم الديمقراطية أن تروضها وأن يكون إدماجها في النظام القائم سببا في تحول جانب كبير منها إلى تيارات اشتراكية ديمقراطية، تمثل عنصر دعم للنظام القائم وعامل تطور من أجل مزيد من الدمقرطة.
ولم يكن الاستئصال خيارا متبعا إلا مع القوى التي مارست الإرهاب، في حين ظلت هناك قنوات تفاعل سياسية مع كل القوى الراديكالية من أجل “إجبارها” على الاندماج داخل المنظومة السياسية القائمة، فأضفت عليها قدرا كبيرا من الواقعية، نقلت خياراتها من الأحلام الأيديولوجية البعيدة إلى الواقع التفصيلي المعاش، كما نجحت هذه القوى أيضا في أن تضفي حيوية على هذه النظم وتجعلها قادرة على التجديد من داخلها.