مصر
خلال السنوات الأخيرة، وفي سياق ارتفاع أعداد حركات الاحتجاج الاجتماعي، شهدت مصر واحدة من أكبر الحركات الاجتماعية منذ 5 عقود، “الحركة العمالية في مدينة المحلة الكبرى”، تلك المدينة التي تعد واحدة من أهم المدن الصناعية في مصر، حيث توجد شركة مصر للغزل والنسيج والمعروفة بـ “شركة المحلة”، والتي تضم ما يقرب من 24 ألف عامل، وتتميز الشركة عن دونها بتاريخها النضالي الطويل. وبعد حوالي 18 عاما من الاستكانة، اشتعلت الحركة العمالية هناك مباشرة بعد إضراب كانون الأول / ديسمبر 2006، هذا الإضراب الذي يعد نقطة تحول كبرى في تاريخ الحركات الاحتجاجية التي شهدناه في الخمسة عقود المنصرمة، لاسيما وأن تأثيره امتد ليشمل مختلف القطاعات. وفي هذا السياق من قوة وتأثير الحركة العمالية في المحلة، نطرح السؤال التالي: هل يمكن لهذه الحركة أن تكون محركًا لتغيير سياسي؟ للإجابة علي هذا التساؤل، تنقسم هذه الورقة إلي قسمين الأول، يعرض موجز عن إضراب 6 أبريل / نيسان 2008 والنتائج والديناميكيات التي تولدت عنه. والثاني، يحلل العقبات التي تحول دون تحول هذه الحركة العمالية إلى دافعًا للتغير السياسي.