بعد 20 عاما على الثورة التشيكية: الأهم هو عدم الوقوع مجددا في نفس الأخطاء
منتدى البدائل العربي للدراسات
مصر
Loader Loading...
EAD Logo Taking too long?
Reload Reload document
| Open Open in new tab

تحميل [198.27 KB]

القاهرة، 24 أكتوبر 2011

في إطار محاولة فهم أبعاد الثورة المصرية بإلقاء النظر على تجارب التغيير في الربع قرن الأخير، عقد منتدى البدائل العربي للدراسات بالتعاون مع مؤسسة “people in need” التشيكية اليوم ندوة حول خبرة (المنتدى المدني) في التشيك في التغلب علي الحزب الشيوعي الحاكم قبل الثورة المخملية 1989، وذلك تحت عنوان: “خبرات انتخابية في مواجهة النظم القديمة (بناء التحالفات)”.

بالطبع لا تتماثل تجارب التغيير في الدول بالنظر لجملة من الظروف المختلفة، ولكن كما اندلعت الثورة المصرية بشكل أدهش الجميع، هكذا كانت الثورة التشيكية. يبدأ الآيان أوربانو الصحفي والأستاذ الجامعي حديثه بأن المظاهرة التي أشعلت فتيل الثورة التشيكية لم يكن عدد المشاركين فيها يزيد عن 50 شخصا، وبالرغم من إمكانية الإجهاز عليهم بسهولة لم تفلح محاولات الشرطة التي أسقطت من بين المتظاهرين قتيلا واحدا، وذلك لأن لم تكن لديهم  الجراءة على استدعاء الجيش أو استخدام العنف ضد المتظاهرين .

وأضاف أوريانو “وبالرغم من سقوط النظام الذي اكتشف الجميع هشاشته، إلا أن معضلات عديدة واجهتنا على مراحل:

المرحلة الأولي:

كان من المهم أن يتم حشد وتنظيم مظاهرات بعدد أكبر من الناس ولم يكن أحد بتوقع أن نكون مطالبين بتكوين حكومة جديدة بعد 10 أيام فقط من بدأ التظاهرات.

المرحلة الثانية:  

مرحلة المفاوضات وفيها بدأت الخوف في الظهور وكان من الواجب أن نتقبل وجهة نظر الأخر وفي ظل أن بدأ عناصر النظام القديم في الهروب وهنا لبدأت مشكلتنا الحقيقية في الظهور.

المرحلة الثالثة:

في تلك المرحلة كان من المهم القيام بقرارات أساسية منها هل سنهدم أسس النظام السابق، أم سنعيد هيكلته؟”. وظهرت العديد من وجهات النظر ونادرا ما كان يوجد اتفاق بين أفراد الحكومة الجديدة.

المرحلة الرابعة:

في المرحلة الرابعة كانت مرحلة الانتخابات وكان أهم شيء هو القضاء على النظام الشيوعي السابق , وحصلنا بالفعل على 60% من المقاعد البرلمانية ولكن المعضلة في أننا لم نكن نعرف ما يجب أن نفعل، فبعد أن أسقطت السلطة في أيدينا أصبح لزاما علينا اختيار 20 وزيرا لتشكيل حكومة بديلة، أما المشكلة الأكبر فكانت قبول فكرة الدخول في تفاوض ومباحثات للتعامل مع مؤسسات نظام انهار للتو، وطرح علينا السؤال الأصعب وقتها:

يجيب أوريانو على هذا التساؤل بأن افتقاد إستراتيجية واضحة هو ما جعل الثورة يتم اختصارها في معركة انتخابية، “فلم يكن واضحا لدينا وقتها ماذا سنفعل إذا فزنا فيها.. لم يكن الخطأ وقتها في عدم معرفة من نريد إيصاله للبرلمان، ولكن في إننا لا نعرف ماذا نريد بشكل عام من العملية برمتها”.

وعلى مستوى التعامل مع قوات الشرطة والجيش، قال: الجيش في حالتنا لم يتدخل بنفس الطريقة التي قام بها الجيش المصري لاستلام السلطة، ولكن بالنسبة للتعامل مع الأجهزة الأمنية الأخرى فقد تم إعادة بناء جهازي الشرطة والمخابرات عبر تنقيتهم من العناصر الممثلة للنظام السابق.. لم يصبح الوضع مثاليا فهناك بعض المشاكل ولكن أصبحت الأجهزة منظمة بشكل مختلف وأهمها اختيار وزراء مدنيين”.

واستكمالا لمحاولة تقييم التجربة أكد مارتين بورسويك رئيس حزب الخضر التشيكي وأحد مؤسسيه، على أن “الأهم الآن بعد مرور عشرين عاما على الثورة هو عدم الوقوع مجددا في نفس الأخطاء”، موضحا “لم ننجح في إبعاد الحزب الشيوعي الحاكم قبل الثورة عن الحياة السياسية ولو لفترة تتاح فيها فرصة للمساواة بين الأحزاب الأخرى، فكانت النتيجة فوزه بنسبة في كل الانتخابات شلت البرلمان وقدرة الأحزاب الأخرى أمامه على نسج قوانين وسياسات جديدة تحقق أهداف الثورة”.

وأشار إلى أن أهم مطلب جماهيري بالإضافة إلى تحقيق مطالب اجتماعية واقتصادية، كان هو تطبيق العدل واستعادة حقوق من تضرروا من سيطرة النظام القديم.

وتحدث مارتين عن تجربته كناشط بيئي قائلا: الوضع عموما في الحياة قبل الثورة وطوال سنوات حكم الحزب الشيوعي كان سيئا للغاية، ولكن الوضع البيئي كان مذريا جدا، فالقوانين يتم تمريرها بعيدا عن تقديم أي حل حقيقي للمشكلات المتفاقمة. مشيرا إلى أن نشطاء منظمات الدفاع عن البيئة كانوا لا يستطيعون ممارسة أنشطتهم بحرية.

ويرى أن الحل كان من وجهة نظره، وبالذات بعد مرور أعوام لم يتغير فيها الوضع كثيرا، هو الدفع بعناصر جديدة مهتمة بشئون الحياة بشكل عام لمعترك العمل السياسي لمحاولة خلق وضع إيجابي سعيا لتحقيق ديمقراطية حقيقية.

جدير بالذكر أن تشيكوسلوفاكيا أصبحت إحدى الدول التابعة للاتحاد السوفييتي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، واستطاع جيش الأخيرة إخماد ثورة شعبية في أغسطس 1968 فيما عرف بربيع براغ، حتى استطاع الشعب إسقاط نظام الحزب الشيوعي الحاكم لأكثر من أربعين عاما في 1989 في واحدة من الثورات التي أنهت تماما على ما كان يسمى سابقا بالمعسكر الاشتراكي (الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية).

Start typing and press Enter to search